أكد إمام وخطيب المسجد الحرام وأستاذ الدراسات العليا الشرعية بجامعة أم القرى الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس أن مساعي تسييس فريضة الحج يتنافى تمامًا مع أيسر قواعد الحج التي تؤكد وتشدد وتنبه على أنه لا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ . وقال الجمعة 6-11-2009، إن الحج من أركان الإسلام الخمسة وهو من أعظم شعائر الإسلام، واستغلال هذه الفريضة لأغراض سياسية أو لتحقيق مآرب لا علاقة لها بالحج لا يجوز شرعًا، ويخالف أحكام الشريعة الإسلامية. وأضاف في تصريح صحفي أنه لا يصح إطلاقًا رفع أي شعارات سياسية أو إثارة النعرات الطائفية أثناء وجود الحاج في الأراضي المقدسة؛ لأن من يقوم بذلك يحدث فتنة في المجتمع الإسلامي ويحدث نوعاً من أنواع الإلحاد في الحرم وبين الدكتور السديس أن الحج مؤتمر سنوي عام للمسلمين، يلتقي فيه حجاج بيت الله الحرام خلال أيام التشريق في منى بعد يوم عرفة، فيتعارفون ويتداولون شؤونهم وشؤون أقطارهم، ولهذا قال تعالى في محكم كتابه العزيز / لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَات/
وشدد فضيلته على ضرورة فهم مقاصد العبادات في الإسلام وخاصة فريضة الحج؛ لأنه ركن أساسي من أركان الإسلام موضحًا أن استخدام الشعارات السياسية والنعرات الطائفية مخرجة عن المنهج الإسلامي الصحيح. وثمن إمام وخطيب المسجد الحرام الجهود العظيمة التي يقوم بها الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا والحكومة الرشيدة لخدمة ضيوف الرحمن وحجاج بيت الله الحرام وعمّارها وزوارها، حيث تبذل جهوداً مباركة من الجهد والأموال والإمكانيات الأمنية والصحية والخدمية جعلها الله في موازينهم في منظومة متكاملة من الأعمال الجبارة . وقال : "ما توسعة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وشق الطرق والأنفاق وكل ذلك لراحة ضيوف الرحمن، حتى يؤدي الحاج حجه بكل يسر وسهولة إلا نماذج حية وشواهد صادقة على ذلك وخاصة استكمال الإفادة من مشروع توسعة المسعى وكذلك استكمال مشروع جسر الجمرات التاريخي". وأفاد السديس أن الشريعة الإسلامية الغراء وهذا الدين الحنيف حث وطالب الحجاج على عدم الدخول في جدليات غير ذات جدوى، خاصة تلك ذات طابع دنيوي أو سياسي وأن هناك حدودا شرعية ونظامية لتصرفاتهم، وكل ما تنطق به ألسنتهم ينبغي ألا تتجاوز الدعاء والابتهال إلى الله تبارك وتعالى؛ لكي يصبح حجهم مقبولاً وسعيهم مبرورًا، وأن يؤجروا عليه وأن يتفرغوا لذلك تماماً . ودعا السديس جميع المسلمين، وخاصة حجاج بيت الله الحرام إلى البعد تمامًا عن إحداث أي فوضى أو التلفظ بشعارات سياسية أو نحوها تتنافى مع مبادئ الإسلام وآداب الحج وأخلاقيات الإسلام أثناء تأدية هذه الفريضة العظيمة، وخاصة التقاء المسلمين في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة التي تدل على وحدة الصف واجتماع كلمتهم وتحقيق قوتهم. وسأل الله عزوجل أن ييسر للحجاج أداء فريضتهم بكل يسر وسهولة وأن يعينهم على أداء مناسكهم وان يحفظهم من الشرور والأوبئة والآفات ، ويبسط أمنهم ويكفيهم شر الأشرار وكيد الفجار وأن يرد عنهم كيد الكائدين وعدوان المعتدين.