حذر مختصون في علم النفس والاجتماع من أسلوب نقل الأخبار السلبية الذي يتبعه بعضهم، منوّهين بأن بعض حالات السكتة القلبية والدماغية تنتج عن الأسلوب الخاطئ في إيصال الأخبار السيئة والمؤسفة. وذكرت الأخصائية الاجتماعية عزة الماجد، أن نقل الخبر يجب أن يتم بطرق صحيحة تراعي تخفيف الصدمة النفسية الناتجة عن الخبر السيئ، وأنه لا بد من مراعاة بعض العوامل، بالاعتماد على نوعية الخبر. وتنصح الماجد بضرورة التعامل بحذر وذكاء شديدين حين اللجوء إلى إبلاغ آخرين بأخبار سيئة، لكي يتم إيصال الخبر بطريقة لا تؤثر في المتلقي، أو على الأقل التخفيف من أثرها في المتلقي, خوفا من تعرضه لاضطرابات نفسية تالية للصدمة، تبدأ أعراضها بعدم التصديق وحالة هلع بإنكار الخبر المنقول، انتهاء بحالات فقدان الوعي والانهيار العصبي وحدوث تصرفات عشوائية قد تنتهي في بعض الأحيان بالسكتات القلبية أو حدوث الجلطات المميتة. (منى) سيدة أردنية تقيم في السعودية, وهي إحدى الحالات التي تعرّضت للتأثر من خبر سيئ, أصيبت على أثره بانهيار عصبي. التقتها (عناوين) فقالت: إنها لم تتخيل حينما خلدت للنوم أن تستيقظ ساعات الفجر الأولى لتسمع خبر وفاة والدها الذي توفي (فجأة) قبل أشهر، وهو ما دعا زوجها إلى توجيه سيل من الانتقادات لعائلتها التي أبلغتها بأسلوب لا يراعي "مشاعر الإنسانية", كما زعم. وتعتقد الطبيبة السعودية مها العيسى أن طبيعة عملها تتطلب منها توخي الحذر في نقل الأخبار السيئة, مثل: أخبار الوفاة، أو تدهور الحالة الصحية لمريض ما، منوهة بأنها تتخذ إجراءات تخفف من حدة الصدمة، مستشهدة: "طُلب مني ذات مرة أن أخبر والدةً بوفاة ابنها، فاحترت كثيرا قبل الالتقاء بها، وعند حضورها لزيارته طلبت منها الحضور إلى مكتبي، وبدأت معها الحديث عن الإيمان بقضاء الله وقدره، وتدرجت معها بالحديث حتى أوصلت لها أنه قد توفي". لا تنكر مها ما أصاب الأم من حالة هلع وحزن، بيد أنها استطاعت تلقي الخبر, وحمدت الله كثيرا على ما حصل.