شهدت القاهرة مؤخراً واحدة من المحافل العلمية لمناقشة أحدث دراسة عالمية (REACH Registry) في أمراض الجلطات القلبية بأنواعها المختلفة والسكتات الدماغية التي شارك فيها 20 طبيباً سعودياً من المتخصصين في أمراض الجلطات القلبية بالمملكة العربية السعودية حيث استعرضوا النتائج التي توصلوا اليها على مدار عام كامل من خلال متابعتهم لعدد من حالات الجلطات القلبية. وتأتي هذه الدراسة العالمية على عينة قوامها 68 ألف مريض على مستوى العالم يعانون من أمراض الجلطات القلبية بأنواعها والسكتات الدماغية. وذكر الدكتور وليد خوجة، استشاري ورئيس قسم الأعصاب بالمستشفى العسكري بالرياض ورئيس المجموعة الاستشارية السعودية لمكافحة السكتة الدماغية (SAGAS) احد المؤسسين للاتحاد الدولي للسكتة الدماغية. أن السكتة الدماغية تعد ثالث سبب للوفاة بعد أمراض القلب والسرطان ورغم خطورتها على الإنسان إلا انه يمكنك تفاديها بصورة كبيرة من خلال اتباع الارشادات الخاصة بالحماية. وأضاف وتعتبر المشاكل اليومية وكثرة الأعباء من الأسباب الرئيسية لحدوث السكتة الدماغية، واستطعنا أن نقف على حجم المشكلة الحقيقي وطالما رصدنا حجم المشكلة نستطيع أيضاً أن نجد العلاج. وبالفعل هذا ما نقوم به حالياً بالمملكة العربية السعودية من خلال نشر الوعي بأهمية هذه المشكلة وكيف يمكن أن يتعرف المريض أو عائلته على أعراضها والسرعة في نقله إلى المستشفى في زمن لا يزيد عن ثلاث ساعات حتى يتجنب حدوث أي مضاعفات له مستقبلاً. واضاف الدكتور وليد خوجة قائلاً: هذه هي أهم الاعراض التي يمكن أن تصيب مريض السكتة الدماغية والتي تلعب فيها سرعة نقله إلى المستشفى عاملاً مهماً جداً. أما عن الاسباب الحقيقية التي يمكن أن تؤدي اليها أهمها عدم ممارسة الرياضة والتدخين والسمنة وأمراض الشرايين.. وتصل نسبة الشفاء من السكتة الدماغية إلى أكثر من 25٪ تقريباً وتعد هذه النسبة مرتفعة جداً نظراً للدور الذي يلعبه المستشفى والأطباء. وشدد الدكتور آصف ضياء الحق ملك استشاري أمراض القلب بمستشفى الملك فهد العام بجدة وأحد المشاركين في الدراسة البحث (REACH) على أهميتها نظراً لعدد الحالات الضخم للدراسة على مستوى العالم والذي يبلغ 68 ألف حالة تقريباً من مرضى الجلطات القلبية والسكتات الدماغية. واوضح أن نتائج الدراسة (REACH) بعد انتهائها من الفترة الزمنية المحددة لدراسة الحالات وهي عامان قضى منها عام سوف توفر معلومات دقيقة عن المعدلات الحقيقية لمرضى الجلطات القلبية والسكتات الدماغية، كما أنها ستظهر لنا مدى استجابة المرضى للعلاج وأيضاً المضاعفات التي يمكن أن تؤدي إلى الجلطات الاخرى أو إلى الوفاة، وأشار إلى أن نسبة الشفاء في حالات الجلطات عالية جداً خاصة إذا ما التزم المريض بالعلاج وامتنع عن العادات السيئة كالتدخين والافراط في الطعام وعدم ممارسة الرياضة والالتزام بنصائح الأطباء. وأكد الدكتور آصف على أن العلاج يساهم في إيقاف المضاعفات للمرضى الذين يعانون من أمراض اخرى كالسكر والضغط وأمراض الشرايين ومحذراً في نفس الوقت أن الاهمال في العلاج يؤدي إلى حدوث مضاعفات كثيرة يمكن أن تؤدي إلى الوفاة. فمن خلال الدراسات ثبت عالمياً أن السيدات تحت سن 45 عاماً أقل عرضة من الرجال لأمراض القلب بسبب الهرمونات الأنثوية لديهن إلا انه تكمن الخطورة عندهم بعد هذه السن وعلى العكس فحالات الرجال تكون أكثر استجابة منهن للعلاج بعد هذا السن، وأضاف الدكتور آصف ضياء أن وزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية تلعب دوراً كبيراً في توفير العلاج لمرضى الجلطات بالمجان تقريباً كذلك توفير الأجهزة وايفاد البعثات من الأطباء السعوديين لأمريكا واوروبا للوقوف على أحدث ما وصلوا إليه هناك في طرق العلاج ليبقى بعد كل ذلك الالتزام من قبل المريض بتعليمات الطبيب المعالج والبعد عن العادات السيئة في حياته اليومية والتي أشرنا اليها من قبل. وقال: ونحن بصدد الإعداد لمؤتمر القلب بالسعودية الذي سيقام في مدينة - الخبر - في الفترة من 31 يناير وحتى 2 فبراير 2006م ويشارك فيه عدد كبير من أطباء القلب والدعامات القلبية بالسعودية يتم خلاله دراسة الحالات الحرجة التي تحتاج إلى عمل دعامات قلبية وفي نفس الوقت تكون الفرصة لتبادل الأفكار والآراء بين الأطباء والتعرف على طرق العلاج الجديدة والحديثة.