قال الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ل (عناوين)، إنه سيواصل تحركه لنصرة المسجد الأقصى الذي يتعرض لخطر حقيقي من جانب الاحتلال الإسرائيلي، مطالبا الأمة الإسلامية بعدم الصمت على ما يتعرض له مسرى النبي -صلى الله عليه وسلم. وحول الخطوات التي سيتخذها خلال الفترة المقبلة، قال الدكتور القرضاوي : "لا يوجد شيء محدد، ولكن كل الطرق والوسائل متاحه لنصرة الأقصى". وكان الدكتور القرضاوي قد دعا خلال مؤتمر لنصرة المسجد الأقصى عُقد أخيرا بنقابة الصحفيين المصريين، قادة الأمة الإسلامية وحكامها، إلى عقد قمة لإنقاذ الأقصي?. ?ووجّه دعوته إلى خطباء المساجد، بأن يتحدثوا عن قضية الأقصى وما يفعله اليهود به وكيفية التصدي لما يحدث،? ?كما دعا الشعوب الإسلامية إلى أن تتحرك وتنظم مسيرات سلمية تندد بانتهاكات الأقصى لتؤكد للعالم أن الأمة مازالت تنبض?. ? وأكد القرضاوي خلال ندائه للعالم الإسلامي، أن الوضع أصبح خطيراً? ويجب أن يتحرك المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها لإنقاذ مسرى رسول الله?. ?وانتقد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ضعف تحرك الشعوب، قائلاً?: ?"إن مظاهر اليأس ظهرت في الأمة،? ?مما جعلها لا تتحرك حتى في المصائب الكبرى،? ?وحتى عندما تحتج الأمة تحتج بصوت خافت والصوت الخافت ينوم اليقظان،? ?أما الصرخة والصيحة فتوقظ النائم?".? ولكنه عاد ليقول?: "?رغم ما يحدث فأنا أظن أن الأمة بخير، فهي أمة حاملة للرسالات وأرض للحضارات قد نفقد الأمل في الأنظمة الحاكمة، لكن الأمل في الشعوب،? ?ولا ننسى أن الأمة قاومت التتار والصليبيين فقد مُنعت الصلاة في الأقصى على يد الصليبيين ? ?90??عاما حتى قال الناس? "هلكت الأمة وضاعت"، ?ولكن سرعان ما وجدت الأمة رجالا أيقظوها من نومها وحركوها من سباتها وانتفض الناس وقاتلوا الصليبيين?.? وتابع الدكتور القرضاوي: "?لا يجوز للأمة أن تتنازل عن مقدساتها،? ?نحن لا نطالب الأمة بأن تذهب للأقصى، ولكن أن ندعم إخواننا الفلسطينيين ماديا ومعنوياً? بالدعاء على اليهود والمقاطعة وغيرها من كل وسائل الضغط?".? وحذر القرضاوي من محاولة تقسيم الأقصى بين اليهود والمسلمين،? ?كما حدث في الحرم الإبراهيمي حيث بدأ اليهود بالاحتلال العسكري حتى تم تقسيم المسجد بين المسلمين واليهود?.? وأضاف?: "?منذ? ?40? ?سنة ثارت الأمة من أقصاها لأقصاها ضد عمل فردي عندما حرق يهودي أسترالي جزءاً? ?من منبر صلاح الدين بالأقصى وثارت الشعوب فأجبرت الملوك والرؤساء على أن يجتمعوا لأول مرة من أجل حريق الأقصى،? ?أما الآن فالأقصى قد ينهار دون أن يتحرك أحد?".? ودعا القرضاوي كل من يستطيع أن يقيم مؤتمرات أو ندوات في المساجد أن يفعل،? ?وقال?: "?الأقصى هو المسجد الذي بارك الله حوله وسقط حوله الشهداء فداء له،? ?وحماية هذا المسجد حق على الأمة الإسلامية وعلى كل مسلم،? ?ويجب أن يبعث المسلمون برسائل لإنقاذ الأقصى إلى الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة والحكام والرؤساء للدفاع عنه?".? ? ?ووجّه القرضاوي نداء إلى النقابات والاتحادات المهنية والعمالية ومؤسسات المجتمع المدني للتحرك لنصرة الأقصى?.? وناشد القرضاوي شرفاء العالم المشاركة في حماية الأقصى والذين شاهدنا بعضهم في حرب? غزة يذكرون العالم بالهمجية والوحشية الإسرائيلية حتى إنهم سبقوا بعض الدول العربية والإسلامية في كسر حصار? غزة،? ?وهذا أمر معيب وحرام أن نترك قضيتنا لغيرنا بينما نكتفي نحن بالمشاهدة?.? وناشد القرضاوي? (?الإعلام?) ?تحريك قضية الأقصى وتحريك الأمة وحثها على الانتفاض لنصرة القدس?. ?ووصف الإعلام بأنه مسئول أمام الله وأمام الأمة لنصرة القضايا المهمة?.? وأكد القرضاوي أنه إذا خرج مليار ونصف مليار ليقولوا? (?لا?) ?في صوت واحد فلن يستطيع أحد إخراسهم،? ?واستنكر القرضاوي منع بعض الحكومات شعوبها من التظاهر السلمي،? ?خاصة? ?جامع الأزهر? ?الذي اعتاد المسلمون التعبير فيه عن? ?غضبهم عقب صلاة الجمعة?. ?وأضاف: "تقع على مصر مسئولية كبرى؛ فهي قلب العروبة والإسلام أم أنها تأخذ هذه الألقاب مجاناً? دون مقابل؟". ورداً? ?علي سؤال حول? (?الواجب) ?المباشر تجاه تهويد القدس،? ?أوضح أن الحكم الشرعي يقضي بأنه إذ احتلت قطعة أرض أياً? ?كانت من أرض المسلمين فعلى المسلمين في جميع أنحاء العالم أن يهبوا لتحريرها لأن الإسلام لا يبيح ترك أراضي المسلمين لغير المسلمين،? ?لذلك فعلى كل الدول الإسلامية المجاورة أن تمد المقاومة بكل ما تحتاج إليه من أسلحة ومال ورجال فإن عجزت تهب للمساعدة الأخرى ?حتى يتم تحرير كامل الأرض?.? وتابع القرضاوي قائلاً?: "?في سنة??1948? ?حين أعلن عن قيام دولة إسرائيل المزعومة هبت جامعة الدول العربية التي لم يكن قد مر على انشائها سوى ثلاث سنوات،? ?وكان أعضاؤها لا يتعدون السبعة أعضاء فقط. ?أما الآن فالجامعة العربية لا تحرك ساكناً? رغم مرور أكثر من ستين عاماً? على إنشائها وزيادة أعضائها إلى? 22 ?دولة ووجود معاهدات الدفاع المشترك".? وتساءل?: "أين الجيوش العربية والأسلحة التي تستوردها سنوياً? ?والتي لم تعد تستخدم إلا في قمع الشعوب العربية فقط وليس في الدفاع عن مقدسات الأمة؟". ورداً? ?على سؤال حول إن كان الوجود العربي في القدس أمراً? ?مهماً? ?لدعم القضية الفلسطينية؟ أكد القرضاوي أنه يجدد رفضه لزيارة القدس وهي في أيدي ?غير الفلسطينيين، فلا يحق للمسلم دخول الأقصي تحت رماح البنادق الصهيونية مع ختم جواز سفره بختم دولة إسرائيل والسفر على شركة طائرات العال والترويج للسياحة الإسرائيلية".? ورداً? ?على سؤال حول حملة المقاطعة للبضائع الإسرائيلية والأمريكية وما إذا كانت تحقق الهدف المرجو منها،? ?أكد القرضاوي أن المقاطعة تعد نوعاً? من الجهاد وأنها بالفعل قد أدت إلى خسائر لدى الشركات المنتجة الإسرائيلية منها والأمريكية،? ?كما ساعدت على ?غلق سلاسل محال شهيرة بالقاهرة، لكننا للأسف نهب ثم نهدأ فيضيع كل شيء،? ?ولذلك أدعو إلى استمرار المقاطعة.