أسلوب جديد اتبعه الجناة في هذه القضية.. لم يلجؤوا إلى العنف أو القوة والإكراه.. أو السرقة تحت جنح الظلام.. أو التستر في سواد الليل البهيم.. تفكيرهم هذه المرة دلهم إلى طريق آخر للاستيلاء على المال.. وأخذه بغير طريقه الشرعي والقانوني.. فاجتمع أفراد العصابة المكونة من مواطنين سعوديين جميعهم في أواسط العمر من 35 – 45 سنة.. وتوصلوا إلى طريق الاحتيال.. بعد التعرف إلى العملاء المميزين في بعض البنوك والتقدم لهم بطريقة دبلوماسية يلفها كثير من الأدب والاحترام, ويقدمون أنفسهم على أنهم شركة استثمارية حصلت على عديد من المناقصات وتنفيذ عديد من المشاريع الكبرى داخل المملكة.. وترغب في الحصول على سيولة مالية عاجلة لتدبير أمورها.. وتطلب من العميل إصدار شيكات مصدقة بمبالغ معينة تعاد له بعد فترة وجيزة (شهرين أو ثلاثة على الأكثر) نظير الحصول على نسبة أرباح مقدمة, ويحصل في مقابل إصداره للشيكات المصدقة على أوراق ثبوتية وسندات رسمية موثقة من جهات حكومية رسمية – ثبت مؤخراً أنها مزورة –. أحد من تعرض لهذه العمليات ساوره الشك والريبة في مصداقية هؤلاء الأشخاص.. ودفعه حسه الأمني للإبلاغ عنهم.. فأبلغ البنك الذي يتعامل معه بذلك.. الذي بادر بدوره بإبلاغ شعبة التحريات والبحث الجنائي في شرطة الرياض.. حيث بدأت على الفور بتحرياتها الميدانية عن هؤلاء الأشخاص وشرعت في تقصي حقيقتهم.. إلى أن توصلت إلى كشف حيلتهم, وثبت لدى المختصين أن هؤلاء الأشخاص ما هم إلا محتالين نصبوا شراك احتيالهم مستهدفين العملاء المميزين في البنوك لأكل أموالهم بالباطل.. وأعدت خطة للإطاحة بهم والقبض عليهم.. وضبطت بحوزتهم الوثائق والسندات المزورة التي كانوا يقدمونها إلى من يرغبون في النصب عليه, التي ثبت أنها مزورة.. التحقيق مع طاقم هذه العصابة لا يزال مستمراً للوقوف على جميع الجرائم التي يشتبه تورطهم في ارتكابها.