جدة : رولا المسحال تفخر سوزان باعقيل، أول مصورة صحفية سعودية, برحلتها المهنية التي قدّمت من خلالها الكثير، لكنها تفخر أكثر بانتمائها إلى وطنها، وتعتز بدورها في تقديم الصورة الصحيحة للمسلمين، وللمرأة السعودية على وجه التحديد. باعقيل التي التصقت عدسة الكاميرا بعينها حتى صارت الدنيا في ذاكرتها جملة من الصور المتتابعة والمعبّرة، لا تنسى أبدا لحظة نهوض خادم الحرمين الشريفين من مقعده ليساعد أحد المعوقين، وتعدّ هذه اللحظة الأكثر تعبيرا عن إنسانية الملك عبد الله بن عبد العزيز. وهي فضلا عن ذلك, تملك صورة وردية لمستقبل بنات وطنها، وخصوصا في عالم الصحافة، حيث تؤمن بأن المرأة السعودية تملك القدرة على تقديم الكثير، وخاصة أن البيئة المحيطة تساعدها على ذلك.
وفي حديث ل (عناوين) عن رحلتها التي تجاوزت 25 عاما في عالم التصوير الصحفي, وتوّجت بانضمامها إلى فريق وكالة (رويترز)، قالت باعقيل: "الكاميرا هي عيني التي أرى من خلالها العالم، فالتصوير هواية لديّ منذ الصغر, وتحولت إلى احتراف". وتضيف: "المسألة لم تكن مجرد رغبة في تحويل الهواية إلى حرفة أنال من خلالها التقدير، وإنما حرصت على الدراسة لزيادة قدراتي, حيث ذهبت إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لأدرس فن التصوير الفوتوغرافي".
وبحسب باعقيل, فإنها استطاعت خلال مشوارها العملي أن تحصد أكثر من 30 جائزة عالمية، وتضيف: "خلال مسيرتي المهنية صورت كثيرا من الأحداث المهمة, كان منها: مؤتمر القمة العربية في الرياض، ومؤتمر أوبك، ومؤتمر حوار الأديان في مدريد".
وتصف باعقيل حبها للتصوير قائلة: "الصورة نتاج عملية تواصل، وعلاقة إنسانية بين المصور والعنصر المصوّر، لذلك أحرص كثيراً على معايشة صاحب الصورة لكل لحظة أثناء التصوير".
وتضيف: "التصوير لغة دولية لا تحتاج إلى ترجمة، ليس هناك صورة مفضلة لي، ودائما ما أسعى إلى أن أصور صورة معبّرة عن حقيقة وواقع الإسلام", مشيرة إلى أنها "مثلت المرأة العربية في إيطاليا, حيث كُرّمت من الرئيس الإيطالي".
ورغم طول مسيرتها العملية, فإن أكثر الصور التي التقطتها وتأثرت بها كانت لحذاء، أرادت من خلاله تجسيد مهنة ماسح الأحذية.
وأشارت باعقيل إلى "أنها دوما تبحث عن الصور الإنسانية"، قائلة: "أذكر في إحدى المناسبات كان خادم الحرمين الشريفين يسلم على الضيوف, وكان من بينهم شخص (معوق) حركيا, فما كان من الملك عبد الله إلا أن قام ليساعد الرجل, وكانت صورة لا أنساها, وجسدت إنسانية الملك", وأكدت باعقيل في حديثها ل (عناوين) أنها تسعى جاهدة إلى مساعدة كل فتاة لديها موهبة التصوير، موضحة أنها أعطت عدة دورات في التصوير الفوتوغرافي، كما أنها عضو في جمعية التصوير الفوتوغرافي.
وأضافت: "بداية عملي كانت صعبة, لم يكن المجتمع معتادا على وجود المرأة في مهنة التصوير، على الرغم من احتياجه إلى امرأة لتصور في المناسبات الاجتماعية"، مشدّدة على دعم المجتمع لها في بدايتها.
وتعدّ باعقيل أن أكثر ما تحبه في مجال عملها هو تصوير اللحظات السعيدة، مشيرة إلى أنه كان لها شرف افتتاح أول استديو تصوير نسائي في السعودية عام 1983, وأوضحت أنها ما زالت تحرص حتى اللحظة على أن يكون المكان نسائيا بحتا, وأنها تقوم بتحميض الصور في معملها الخاص حتى تضمن خصوصية عملائها.
وقالت: "رغم أن التصوير أصبح في يومنا شيئا متاحا للجميع, إلا أن الصورة الاحترافية لها جمالها ومعاييرها التي لا يمكن أن تقارن بصورة ملتقطة من مجرد هاوٍ".
وعن عملها مع وكالة عالمية للأنباء، قالت: "لم يتم اختياري لأي سبب له علاقة بجنسيتي أو كوني امرأة, لكن بشهادة الجميع هو اختيار لموهبة وقدرة أتمتع بها". وتمنت باعقيل أن تستطيع أن تخدم أمتها من خلال عملها وصورها.