مدربه يشكو لأجله، وزملاؤه في برشلونة يبدون تذمرهم من الحكم الذي تركه فريسة لعنف غير مشروع من قبل مدافعي الفريق الخصم، بينما الجماهير تصرخ طلبا لحمايته من سيل الركلات المتكررة التي تعرض لها طوال 90 دقيقة، ومع ذلك رفض الأرجنتيني الموهوب ليونيل ميسي الإساءة إلى منافسه العنيف، أو تجريح طاقم التحكيم الذي أدار مباراة فريقه الأخيرة مع ملقا. تعرض ميسي في هذا اللقاء الذي انتهى بفوز فريقه خارج ميدانه 2- صفر لكل أنواع العنف، لكن الحكم لم يحتسب له سوى 5 ركلات حرة فقط وتغاضى عن طرد مدافع ملقا الذي ضربه بقسوة جعلت الصحف الإسبانية تصفه ب (الجزار)، ودفعت زميله الفرنسي إريك أبيدال للصراخ على صفحات الجرائد بأن ما يحدث لا يحتمل. وخلال اللقاء نفسه، بدا المدرب الشاب جوزيب جوارديولا مكفهرا، وهو يشاهد نجمه الأول وهو يتعرض لضربات موجعة ومتعمدة من مدافعي الفريق المضيف، فيما كان الحكم يكتفي باحتساب ما أقنعه من أخطاء دون إشهار بطاقات –قال المدرب– إنها كانت مستحقة. أما ميسي نفسه، فرفض –حسبما أكدت أكثر من صحيفة إسبانية الإثنين 28/9/2009 – التعليق على ما جرى في اللقاء، رافعا شعاره المعتاد بأنه مجرد لاعب ولا يحق له التعقيب على قرارات الحكام.
وحسب صحيفة (إل موندو ديبورتيفو) واسعة الانتشار، فقد كان ميسي خلال لقاء فريقه مع ملقا ضحية لحكم سيئ (ديلجادو فيريرو)، تركه تحت رحمة المدافع العنيف ويلجتون ، لافتة إلى أنه "لما فاقت الخشونة الحد اكتفى الحكم بإشهار بطاقة صفراء، لم تكن كافية لحماية (الولد الذهبي) باقي المباراة حيث قرر لاعبو ملقا بدءا من الدقيقة السبعين تبادل هوايتهم في ضربه". في الوقت ذاته ، جزمت صحيفة (سبورت) بأن ويلجتون، كان يستحق الطرد في مناسبتين إحداهما عندما تدخل بشراسة ضد ميسي.
ومنذ بدء البطولة، ومسؤولو الفريق الكاتالوني يلحون على الحكام كي يوفروا الحماية الكافية للنجم الشاب الذي يمثل لهم الحل الدائم لأي مأزق، غير أن نداءاتهم ذهبت أدراج الرياح ما دفع بعضهم للحديث عن مؤامرة يتعرض لها النادي الكاتالوني لحرمانه من بطولة الليجا هذا الموسم.
ومع أنه موضوع معظم الأحاديث الخاصة بسوء التحكيم، بقي ميسي – خلال الأسابيع الخمسة - بعيدا عن الإدلاء بأي تصريح يمس قضاة الملاعب، وعلى ما يقول متابعو مسيرة الولد الذهبي فإن ظروف صعوده الكروي العجيبة، و التربية الاحترافية التي تلقاها منذ الصبا داخل جدران برشلونة، فضلا عن اختلاطه المبكر بكبار نجوم العالم، أكسبته خبرة واسعة لمواجهة المواقف الصعبة. وساعدت هذه الخبرات ميسي (22 عاما)، فضلا عن مهاراته المذهلة، في ارتقاء هرم النجومية حتى قمته، بحيث صار اللاعب المفضل لدى الجماهير، بما في ذلك عشاق ريال مدريد غريم برشلونة التقليدي.
وأثرت طفولة ليونيل كثيرا على علاقته بعالم الرياضة، فقد بدأ باللعب في سن مبكرة مع نادي (نيويلز أولد بويز) الأرجنتيني، لكنه أصيب وهو في سن الحادية عشرة بمرض نقص هرمونات النمو، ولم يستطع أبواه أن يعالجاه في الأرجنتين لتكلفة العلاج الباهظة، فانتقلوا إلى برشلونة حيث كان المجد في انتظاره.
وحسب رواية ميسي نفسه، فإنه استغل وجوده في المدينة الإسبانية ليجرب حظه مع فريقها الشهير، وكانت المفاجأة أن مسؤولي النادي انبهروا بمهاراته وقرروا ضمه لفريق برشلونة B، حيث حقق معه انتصارات كثيرة، بينما تولى النادي مسألة علاجه. و في أكتوبرعام 2004 لعب ليونيل أولى مبارياته مع نادي برشلونة (الفريق الأول) ضد نادي إسبانيول، وكان ثالث أصغر لاعب يلعب مع صفوف الفريق الأول.
وتقول موسوعة ويكبيديا إن ليونيل ميسي دخل التاريخ من أوسع أبوابه عندما سجل هدفه الأول مع برشلونة أمام الباسيتي، وذلك بعد تمريرة متقنة من قبل اللاعب الشهير رونالدينو ليسددها ميسي كرة ساقطة فوق حارس المرمى. في هذا اليوم أصبح ميسي أصغر لاعب في تاريخ برشلونة يسجل هدفاً، وهو لم يتجاوز ال 17 عاماً، و الأهم أنه صار فرس رهان مشجعي الفريق الكاتالوني، متفوقا على كثيرين سبقوه في ارتداء اللونين الأزرق والأحمر.
وعلى امتداد قرابة خمس سنوات من اللعب مع الفريق الأول لبرشلونة ومنتخب بلاده، استحوذ ميسي على الأضواء، فيما تسابقت وسائل الإعلام لتشبيهه بمواطنه دييجو مارادونا، وهو التشبيه الذي رأه الولد الذهبي أكثر مما يستحق، فيما أعتبره محبوه ظلما له باعتبار أن مارادونا على موهبته لم يكن بهذه الأخلاق الرفيعة.