سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كرة القدم تلعب بقلوب العرب والحصيلة: 3 محبطين و3 يستظلون بالأمل وفرح وحيد ندعو أن يكتمل دمعة تصل الرياض بالرباط وقلق يُنتج تنابزا بالألفاظ بين القاهرة والجزائر
دموع في الرياض ، ومثلها في الرباط .. قلق في القاهرة وأمل في الجزائر ، و أخيرا فرحة مؤجلة في تونس و المنامة ؛ هذا بالضبط ما فعلته كرة القدم بالعرب خلال الأيام الماضية ، و يبدو أننا مطالبون بالصبر عليها حتى نعرف بقية أفعالها .. في الرياض ؛ بدأ المشهد يوم الأربعاء 9/ 9/ 2009 دراميا بكل ما تعنيه الكلمة ، فالمنتخب السعودي الذي نزل لأرضية ميدانه مدعوما ب 60 ألف مشاهد ، وفرصتين للصعود ، لم يكن على قدر المسؤولية ، وخرج لأول مرة منذ 15 عاما من تصفيات ، كان يقال أن الأخضر لو خاضها بالناشئين سيصعد بحكم الهيبة .. ومع أن الفريق السعودي استحق ، حسبما اتفق النقاد ، الخروج لأسباب كثيرة ، فان الجماهير السعودية لم تكن تستحق ما أصابها من خيبة أمل ، فقد وقفت مع الفريق في مباراتي الملحق ، وقبلها مباريات المجموعة ، وكان أملها أن يقدر اللاعبون ذلك فلا يستهينون بخصمهم البحريني في اللحظات الأخيرة من المباراة.. صحيح أن كثير من هذه الجماهير اعتبر أن تخاذل اللحظات الحاسمة صار أمرا مألوفا من لاعبين منزوعي الروح ، لكن ذلك لا يمنعهم من الشعور بالمرارة التي ستزيد مع الوقت ، قبل أن تصل ذروتها في شهر يونيو المقبل ، و منتخبات أقل شأنا و هيبة تظهر في العرس العالمي الذي ظلت السعودية رقما أساسيا فيه لأربع دورات متتالية .. البحرين ..فرح محفوف بالمخاوف تظل فرحة الأشقاء البحرينيين محفوفة بالمخاوف ، و الأسباب معروفة وان كان أبرزها أن الفريق الذي تمكن من الحفاظ على توازنه طوال السنوات الخمس الماضية لا يجيد التعامل مع الخطوات الأخيرة في مشاويره الصعبة ، والشاهد على ذلك خسارته لنهائي كاس الخليج مرتين ، و إقصائه الغريب من ملحق كاس العالم الماضية أمام ترينداد وتوباجو، رغم تعادله في أرض الخصم سلبيا ..الجماهير البحرينية التي خرجت من استاد الملك فهد غير مصدقة لما حدث في الثواني الأخيرة ، تتمنى – و معها الجماهير العربية عامة و السعودية بالتحديد – لو تعلم فريقها من درس ترينداد ، وحافظ على فرصه الكبيرة أمام نيوزيلندا حتى يتواجد للمرة الأولى في تاريخه في هذه المناسبة الكبرى .وبحكم الخبرة رفض بحرينيون كثيرون الإفراط في فرحهم بتجاوز السعودية ، وطالبوا لاعبيهم بان يعضوا على الحلم بنواجذهم ليعوضوا إخفاق 2005، و ليحافظوا لعرب أسيا على ثقلهم داخل القارة .. أيها الاسود .. ماذا أصابكم ؟! والحق أن منتخب المغرب الملقب بأسود الأطلسي لم يكن أقل قسوة على جماهيره من المنتخب السعودي ، فبعد أربع جولات مازال الفريق الذي أبهر العالم في 1986 بالمكسيك ، يقبع في المركز الأخير بمجموعته خلف الجابون و الكاميرون وتوجو .. وما يزيد الحزن أن الفريق تحصل على نقاطه الثلاثة بشق الأنفس ، و أنه مهدد بعدم الوصول إلي بطولة الأمم الإفريقية في انجولا و التي يصعد إليها أصحاب المراكز الثلاث الأولى في كل مجموعة . وعلى الرغم من قناعة الجماهير المغربية بأن فريقها هو الذي أضر نفسه ، فان المتابع للإعلام الرياضي يصدم بأن بلدا عريقا في كرة القدم يسعى لتوليد الأمل من خلال إشاعة وهم بان الفريق قد يحصل على نقاط مباراة توجو الأخيرة لان الفريق المنافس أشرك لاعبا موقوفا ، وما يدهش حقا أن يتجاوب البعض مع هذا الحلم المصنوع بدلا من البحث عن إجابة للسؤال الأهم وهو كيف نعيد فريقا بحجم الأسود لسابق عزه وهيبته في القارة الإفريقية . وخلافا لخيبة الأمل في الرباط تتزين العاصمتين التونسيةوالجزائرية ببيارق الأمل ، ويشعر جمهور البلدين بنشوة كبيرة بعدما اقترب منتخبيهما من وضع قدمه في جنوب أفريقيا.. تونس وكعادتها ، كسرت أنف النيجيريين وسط جماهيرهم وتعادلت معهم بهدفين لمثلهم ، لتثبت أن تصدرها لمجموعتها لم يكن وليد صدفة ، وإنما نتيجة لتخطيط متواصل جعل بمستطاعها حسم التنافس بأقدام لاعبيهم عندما يواجهون كينيا وموزمبيق بصرف النظر عما ستحققه نيجيريا مع ذات الفريقين .. وبطبيعة الحال ، نزلت النتيجة على الجماهير التونسية بردا وسلاما ، و بدا كثيرون منهم في التخطيط لرحلات صيفية لتشجيع نسور قرطاج في ظهورهم الثاني على التوالي في المناسبة الكبرى .. الجزائر ومصر .. أحد العلمين سيمثلنا أما الجزائريون فهم اسعد العرب بغير شك ، ففريقهم الذي يعاني منذ عقدين حالة تراجع محزن ، دخلوا التصفيات بأمل الوصول لأمم إفريقيا ، غير أنهم فوجئوا بابناء المدرب رابح سعدان يتجاوزون سقف الطموح ، متخطين الفريق المصري الذي كان مرشحا فوق العادة لحجز بطاقة التأهل .. الجزائريون أظهروا خلال الجولات الاربع السابقة قدرة فائقة على مواجهة الضغوط ، فتعادلوا مع رواندا في كيجالي ، ثم تغلبوا على المصريين بثلاثية مثيرة ، ودكوا مرمى زامبيا على أرضها بهدفين ، ثم حصدوا أغلى 3 نقاط بتغلبهم على الزامبيين مجددا 1/صفر ، ليقبضوا على صدارة المجموعة . ولعب الجمهور الجزائري دورا رئيسيا في هذا الإنجاز ، حيث بدت مباريات الفريق ذي الزي الأخضر وكأنها كرنفالا وطنيا يتسابق فيه الجميع للمؤازرة والدعم ، الامر الذي انعكس على أداء اللاعبين ، فظهر الموهوب كريم زياني في أفضل حالاته، بينما أخرج المهاجم رفيق صيفي كثيرا من قدراته المدفونة . غير أن فرحة الجماهير الجزائرية شابها بعض التعصب ، خصوصا في تعليقاتهم على ما يصدر عن منافسيهم المصريين . وكان لافتا أن الجزائريين استخدموا الفتوى التي أجازت للاعبي مصر الإفطار أمام رواندا للسخرية من " تدين الفراعنة " ، حتى أن بعضهم راح يطلق النكات و الألقاب غير المستحبة مثل وصف الفريق المصري ب ( منتخب الفاطرين ) . والحق أن المصريين سقطوا أيضا في هذا الفخ ، و بداوا في التشكيك بشرعية فوز الجزائر على زامبيا ، بدعوى تحيز حكم اللقاء لأصحاب الأرض و إلغائه هدفا صحيحا للفريق الزامبي ، و كم كان مخجلا أن يتسابق الجمهور المصري للطعن في صيام الجزائريين لأنهم قبلوا فوزا بهذه الطريقة . لكن المصريين أنفسهم يقرون بأنهم وضعوا أنفسهم في مازق ، اذ أن فريقهم فرط في بداية المشوار بنقطتين غاليتين أمام زامبيا ، ثم ثلاثة أمام الجزائر قبل أن يستفيق لنفسه و يبدا صحوته المتأخرة. ورغم صعوبة المهمة ، لازال الشارع المصري يراهن على صعود فريقه ، ففوز على زامبيا في أرضها ، و أخر على الجزائربالقاهرة كفيلين بتحقيق الهدف ، مع ملاحظة أن المطلوب من أبو تريكة ورفاقه ليس مجرد الفوز ، وإنما أيضا زيادة حصيلة أهدافهم. أما في السودان ، فالجماهير تعيش حالة من الذهول بسبب تذيل منتخبها لمجموعته في التصفيات ، وسبب الدهشة – كما يقول السودانيون – أن الأندية السودانية تعيش حالة من التفوق على المستوى القاري ، في حين يظهر المنتخب في ثوب النعامة أمام منتخبات أقل منه على كل الصعد . و لا يأسى السودانيون كثيرا على ضياع فرصة التأهل للمونديال ، لكنهم يشعرون باحباط في ظل تضاؤل فرص " نسور الجديان " في الصعود لكاس أمم أفريقيا بانجولا ..