هل الإسلام في حاجة إلى الإنصاف؟ تساؤل طرحه بعضهم يريدون به إثارة شبهة حول ديننا الحنيف, ويرون أن الحديث عن حاجة الإسلام إلى الإنصاف لا يتفق مع الآية الكريمة من سورة آل عمران التي تقول: "إن الدين عند الله الإسلام", ولا يتفق سعي بعضهم إلى إنصاف هذا الدين مع الآية الكريمة من سورة التوبة التي تقول: "هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون". ورد على هذه الشبهة بوضوح الكاتب الصحفي المصري الراحل السيد عبد الرؤوف - يرحمه الله - في كتابه القيم "غربيون أنصفوا الإسلام", قائلا: كما أن الإسلام يتعرّض للظلم فإنه بحاجة إلى الإنصاف, وكما يهاجم من قبل أعدائه بحدة وعنف فيجب أن ندافع عنه بقوة وإخلاص, ويأتي ذلك وفق قاعدتين جوهريتين: الأولى هي قاعدة الدفع في ضوء الآية الكريمة من سورة الحج: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا". والقاعدة الثانية هي قاعدة النصر من الله في ضوء الآية الكريمة من سورة محمد: "يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم". ورصد السيد عبد الرؤوف في كتابه المهم شهادات عدد من فلاسفة ومفكري وسياسيي الغرب أنصفت الإسلام بعد أن هدتهم فطرتهم السليمة إلى العدالة والنزاهة والموضوعية في النظر إلى الإسلام والمسلمين. وأبرز الشهادات التي احتواها الكتاب ما قاله الفيلسوف والمفكر الفرنسي البارز روجيه جارودي, الذي فنّد دعاوى "الإرهاب الإسلامي" التي اخترعها ويروجها أعضاء التحالف بين الصهيونية اليهودية والصهيونية المسيحية, ودحض دعاوى انتشار الإسلام بالسيف, وأكد أن التاريخ الإسلامي يشهد أن اليهود والمسيحيين عاشوا في البلاد الإسلامية في سلام, بل إنهم تولوا في ظل الحكم الإسلامي أعلى المناصب, وأوضح المفهوم الصحيح للجهاد من المنظور الإسلامي, الذي يختلف كلياً عن مفهوم الحرب في المنظور الغربي, بل إنه ألف كتاباً بعنوان "الإرهاب الغربي" خلص فيه إلى أن الغرب بسبب سعيه إلى الهيمنة والسيطرة على العالم أذاق البشرية ويلات كثيرة, وأشار إلى البربرية الغربية القديمة التي انتهت بهزيمة هتلر, والتي تجدّدت برغبة الأمريكيين في تقديم دليل على ميلاد قوة تدمير جديدة لردع أي منافس يحتمل أن ينازعهم هذه الهيمنة. الشهادات, التي تحدّث عنها كتاب السيد عبد الرؤوف, الصادرة من شخصيات مرموقة لها وزنها في الحضارة الغربية؛ تعد أبلغ رد على الكارهين والحاقدين على الإسلام, الذين يثيرون بين الحين والآخر حملات مغرضة تستهدف تشويه ديننا وتتجاهل عن عمد دور الإسلام والمسلمين في مسيرة الحضارة الإنسانية. مدبولي عتمان