قالت صحيفة التلجراف البريطانية إن الولاياتالمتحدة ليست بمعزل عن التورط في حرب إقليمية في اليمن. واضافت أنه في الوقت الذي يخوض فيه الجيش اليمني قتالا مستميتا لحمل الحوثيين، المتمردين الشيعة، على الاستسلام، فإن المراقبين يتخوفون من جر أمريكا على حرب إقليمية تجري في اليمن بالوكالة. وأكدت الصحيفة أن هذه الحرب هي بالفعل حرب بالوكالة بين السعودية وإيران، حيث تساعد الرياض في تمويل الحكومة اليمنية بشكل جزئي خشية أقليتها الشيعية وعناصرها الإرهابية، فيما تتهم صنعاء إيران، التي يحكمها نظام ديني شيعي، بدعم المتمردين بالمال والأسلحة. ونقلت الصحيفة عن أحد المحللين تحذيره من أن الولاياتالمتحدة قد تضطر إلى التدخل مع الوضع الأمني المتدهور لحماية اليمن من التحول إلى دولة فاشلة. وأوضحت أن البلد استخدم من قبل كمأوى لتنظيم القاعدة، كما أن موقعه الاستراتيجي بين طرق إمداد النفط للخليج ومأوى القرصنة في الصومال يعني أن استقراره ينظر إليه كمصلحة غربية رئيسية. وأضافت أن أي تدخل لأمريكا قد يخاطر بفتح جبهة جديدة في علاقتها العدائية مع إيران، التي تتنامى قوتها بشكل متزايد، الأمر الذي تخشاه دول الخليج التي لدى العديد منها أقليات شيعية. ونقلت التلجراف عن أحد الدبلوماسيين قوله إنه توجد أدلة قليلة على تورط سعودي وإيراني نشط في القتال نفسه، لكنه أضاف أن هناك إحساس على المدى الطويل بأن السعودية وإيران يلعبان حتى النهاية فصلهما التنافسي الطويل في اليمن. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن تلك الحرب التي تجري في جنوب اليمن، والتي اتسع نطاقها منذ شنت الحكومة هجوما واسع النطاق على معقل للمتمردين في محافظة صعدة في الشهر الماضي، تسببت في وجود 25 ألف لاجيء مسجل لدى وكالة الأممالمتحدة للاجئين. فيما يؤكد دبلوماسيون أن عدد اللاجئين النازحين بسبب القتال قد يصل فعليا إلى 100 ألف شخص، عدد كبير منهم في جيب من القتال والحدود السعودية.