(رويترز) - تصل وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى المملكة العربية السعودية يوم الجمعة لبحث الخيارات المحدودة المتاحة لانهاء العنف في سوريا واطلاق "منتدى استراتيجي" مع حلفاء واشنطن في الخليج وسط تنامي التوتر مع إيران. وظلت الولاياتالمتحدة القوة العظمي والسعودية أكبر مصدر للنفط في العالم متحالفتين منذ الاربعينات لكن الخلافات العميقة بينهما حول التعامل مع انتفاضات الربيع العربي وترت العلاقات. وعلى الرغم من ان الدولتين عالجتا هذا الصدع الا ان الخلافات استمرت بشأن قضايا اقليمية والسياسة النفطية وسط مخاوف واشنطن من ان تخفض السعودية انتاجها من النفط اذا استخدمت الدول المستهلكة احتياطياتها الطارئة في مسعى لتحييد جهود تلك الدول خفض أسعار النفط التي ارتفعت في الاشهر القليلة الماضية. ويتصدر جدول اعمال محادثات الرياض بين كلينتون والعاهل السعودي الملك عبد الله عبد العزيز ووزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ودبلوماسيين كبار من الخليج الموقف في سوريا الذي ترى المملكة انه محوري لمستقبل الشرق الاوسط. وبتأييد من الدول الغربية قادت السعودية جهودا عربية للضغط على الرئيس السوري بشار الاسد الذي تؤيده ايران لانهاء حملة القمع التي تشنها قواته على انتفاضة ضد حكمه مستمرة منذ عام والتنحي عن السلطة. ويريد السعوديون الآن ان يروا تحركا قويا ضد الاسد يشمل تسليح الجماعات المعارضة وهو ما تحجم الولاياتالمتحدة عنه حتى الان خوفا من التورط في حرب أهلية فوضوية. لكن الاطار الاوسع للصراع الاقليمي بين السعودية السنية وايران الشيعية هو الذي سيحكم المحادثات حول تبعات انتفاضات الربيع العربي العام الماضي. وفي اكتوبر تشرين الاول قالت الولاياتالمتحدة انها كشفت مؤامرة تدعمها ايران لاغتيال السفير السعودي في واشنطن. وتنفي ايران اي دور لها في المؤامرة المزعومة التي فسرتها الرياض بانها تجيء في اطار حملة واسعة النطاق تشنها طهران ضد المصالح السعودية. وتشتبه الرياض في ان طهران تدعم الاضطرابات في مملكة البحرين المجاورة التي تسكنها غالبية شيعية وتحكمها أسرة سنية وتدعم متمردين في شمال اليمن وتذكي أعمال العنف بين الاقلية الشيعية السعودية التي تعيش في شرق المملكة. وفي بداية الامر مد الرئيس الامريكي باراك أوباما يده الى ايران بعد انتخابه عام 2008 لكنه بعد ذلك ضغط من اجل فرض عقوبات أشد على ايران للاشتباه في ان برنامجها للطاقة النووية هو ستار لتطوير قدرات عسكرية نووية. ونقلت تقارير عن العاهل السعودي قوله لواشنطن ان عليها ان تقطع رأس الافعى بضرب المنشآت النووية الايرانية وهو ما كشفت عنه عدة برقيات دبلوماسية أمريكية سربها موقع ويكيليكس. ويقول محللون ان المنتدى الاستراتيجي الجديد الذي سيتم اطلاقه خلال زيارة كلينتون للسعودية يهدف الى تشكيل جبهة موحدة. ولا يتضمن جدول اعمال كلينتون اجتماعا مع وزير البترول السعودي علي النعيمي. لكن تخشى الدول المستهلكة للنفط من ان تستبق المملكة افراجا مقررا لمخزونات النفط من جانب الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وتخفض انتاجها من النفط الخام. وذكر دبلوماسيون ومصادر في صناعة النفط ان الدول الغربية ربما تطلب من كلينتيون الحصول على تطمينات من السعوديين حتى لا يفسدوا محاولاتها لخفض اسعار الوقود. وارتفعت اسعار النفط بشدة منذ بداية العام ووصلت في وقت ما الى 128 دولارا للبرميل وارجع ذلك بدرجة كبيرة الى العقوبات الموسعة التي فرضت على ايران المصدرة للنفط في محاولة لتقليص عائداتها وابطاء برنامجها النووي.