أكدت منظمة الصحة العالمية أن حالات شلل الأطفال التي تم اكتشافها مؤخراً في سوريا، ناجمة عن سلالة منشأها باكستان، بدأت تنتشر في عدة دول أخرى بالشرق الأوسط، من بينها مصر، والأراضي الفلسطينية. وذكرت المنظمة التابعة للأمم المتحدة أن التسلسل الجيني يظهر أن هذه السلالة، التي أصابت 13 طفلاً بمحافظة "دير الزور"، من بين 22 طفلاً أصيبوا بشلل الأطفال في سوريا، منذ أواخر أكتوبر الماضي، "لها صلة بسلالة منشأها باكستان." وأضافت، في بيان أصدرته الاثنين 11 نوفمبر 2013، أن "التسلسل الجيني يبين أن الفيروسات المعزولة، هي الأكثر ارتباطاً بالفيروس الذي جرى رصده في عينات بيئية بمصر، في ديسمبر 2012، وهو بدوره مرتبط بفيروس شلل الأطفال الفتاك الشائع في باكستان." وبينما أكدت المنظمة أن 13 طفلاً أصيبوا بشلل الأطفال في "دير الزور"، شمال سوريا، كان نتيجة تلك السلالة، فقد أفادت بأن الحالات التسعة الباقية مازالت تخضع للفحص، وأشارت إلى أن هذه الحالات تشكل "أول تفش" لشلل الأطفال بسوريا منذ عام 1999. كما ذكرت المنظمة أن معظم الحالات الجديدة كانت بين الأطفال حديثي الولادة دون عمر السنتين، من غير الحاصلين على التطعيمات أو الذين تم تطعيمهم، مشيرةً إلى أن معدلات التطعيم ضد شلل الأطفال في سوريا تراجعت من 91 في المائة عام 2010، إلى 68 في المائة عام 2012. وتقوم منظمة الصحة بحملة مشتركة مع منظمة اليونيسيف، لتحصين ما يزيد على 20 مليون طفل في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط، في وقت عبرت في المنظمة عن قلقها إزاء عدم القدرة على الوصول إلى عدد كبير من الأطفال داخل مناطق الصراع في سوريا. ونقل الموقع الرسمي للأمم المتحدة عن ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، إليزابيث هوف، قولها إن "القلق" لا يقتصر فقط على داخل سوريا، وإنما يمتد إلى ما حولها، إلا أنها أكدت أنه "يجب ألا يشعر الناس بالذعر"، خاصةً أن اللقاحات "موجودة وآمنة"، بحسب قولها.