قالت منظمة الصحة العالمية إن "هناك 22 طفلاً على الأقل يشتبه في اصابتهم بشلل الاطفال في سورية"، إذ يبذل مسؤولو الصحة جهوداً مضنية لمواجهة أول تفش للمرض الفيروسي خلال 14 عاماً. وقال المتحدث باسم المنظمة اوليفر روزنباور إن "معظم المصابين بالشلل الرخو الحاد، وهو عرض لأمراض من بينها شلل الأطفال، في محافظة دير الزور شرق سورية، هم أطفال تقل أعمارهم عن عامين". وهناك أكثر من 100 ألف طفل تقل أعمارهم عن خمس سنوات عرضة للإصابة بشلل الأطفال في محافظة دير الزور. ولا يوجد علاج ناجع من المرض المعدي، لكن يمكن التحصن منه عن طريق التطعيم بثلاث جرعات. وقال روزنباور "الشاغل الرئيس الآن هو البدء بحملة تطعيم بسرعة"، وأضاف إن "هناك خطة للقيام بحملات تطعيم في أنحاء سورية اعتبارا من تشرين الثاني/نوفمبر، لكن النقاش مازال مستمراً بشأن الترتيبات المتعلقة بالامداد والنقل". وقال روزنباور "الجميع يتعامل مع الأمر باعتباره تفش (لشلل الأطفال) وهم يتعاملون مع هذا التفشي". وكانت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة قد أعلنت يوم السبت عن رصد حالتين يشتبه في إصابتهما بشلل الأطفال في أول ظهور للمرض في سورية منذ 1999. وقال روزنباور إن "الفحوص الاولية لحالتين من الحالات المشتبه بها (22 حالة) جاءت إيجابية وإن النتائج المعملية النهائية المقرر ظهورها الأسبوع القادم من معمل معتمد من منظمة الصحة العالمية في تونس يحتمل جداً ان تؤكد وجود الفيروس. ويعتقد أن معظم الضحايا هؤلاء لم يحصلوا قط على المصل أو أنهم حصلوا على جرعة واحدة فقط من المصل الذي يؤخذ عن طريق الفم. ومع خروج حوالي أربعة آلاف لاجئ من سورية يومياً هرباً من الحرب الأهلية فمن المزمع أن تركز حملات التطعيم ضد شلل الأطفال كذلك على البلدان المجاورة. ويهاجم فيروس شلل الأطفال الجهاز العصبي، ويمكن أن يتسبب في شلل لا شفاء منه خلال ساعات. والفيروس متوطن في ثلاثة بلدان فقط هي نيجيريا وباكستان وأفغانستان لكن تظهر حالات من حين لآخر أيضا في بلدان أخرى. وردا على سؤال عما إذا كان من المحتمل أن يكون مقاتل أجنبي جلب الفيروس إلى سورية، قال روزنباور "الخطوة الأولى هي الفحص الفيروسي للتأكد من أن الفيروس هو فيروس شلل الأطفال. والخطوة التالية هي فحص كل فيروس يجري عزله وراثيا لمعرفة مصدره. ومن المأمول أن يوفر ذلك قدرا من الوضوح بشأن المكان الذي جاء منه (الفيروس)." وتفيد منظمة الصحة العالمية بأن حالات شلل الأطفال على مستوى العالم تراجعت من 350 ألف حالة عند بدء الحملة في عام 1988 إلى 223 حالة معروفة في عام 2012. وخلال العام الحالي بلغت حالات شلل الأطفال 296 حالة في العالم ليس من بينها الحالات التي ظهرت في سورية. وقالت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) انها أرسلت طائرة مستأجرة تحمل شحنة من الأمصال والأغذية لمواجهة تهديدات متزايدة من أنواع أخرى من المرض وسوء التغذية بين الأطفال السوريين. وسيتم نقل الشحنة التي وصلت إلى مطار بيروت الى سورية بالشاحنات وتشتمل على أمصال مضادة للحصبة والغدة النكفية والحصبة الألمانية وكذلك أغذية مقوية للأطفال. وقالت اليونيسيف في بيان "تسجل المستشفيات التي زارها فريق اليونيسيف اتجاها تصاعديا في عدد الأطفال الذين نقلوا إلى المستشفيات مصابين بحالات متوسطة أو حادة من سوء التغذية مقارنة بالوضع قبل عامين".