في الوقت الذي توعدت وزارة الداخلية السعودية بالتصدي لما أسمتها "دعوات لتجمعات ومسيرات محظورة، بدعوى قيادة المرأة للسيارة"، بكل حزم، كشف المتحدث الرسمي باسم الوزارة عن إجراء اتصالات مع عدد من النساء اللاتي يعتزمن المشاركة بتلك الاحتجاجات. وقال اللواء منصور التركي، في تصريحات لCNN في وقت مبكر من صباح الجمعة، إنه "تم الاتصال بمجموعة من النساء من قبل إدارة العلاقات العامة بوزارة الداخلية، وتم الطلب منهن الالتزام بالأنظمة المعمول بها، وعدم المشاركة في الدعوات لقيادة السيارات"، مشيراً إلى أن هذا إجراء يتم اللجوء إليه في بعض الأحيان. وأوضح المسؤول السعودي أنه من العادة لا يتمّ وضعه في صورة مثل تلك الاتصالات، التي يتم اللجوء إليها في بعض المرات، وليس في هذا الموضوع وحده، وبالتالي فإنّ الأشخاص المسؤولين على تلك الاتصالات لم يبلغوه بها، لكنّه نفى "بشكل قاطع"، أن يكون قد تم توجيه أي تهديدات للسيدات اللاتي تم الاتصال بهن، وأوضح أن "الاتصالات كانت فقط للتأكد من أنهن يتفهمن البيان الصادر عن وزارة الداخلية." وكان البيان، الذي أصدرته الوزارة في وقت سابق الخميس، قد ذكر أنه "عطفاً على ما يثار في شبكات التواصل الاجتماعي، وبعض من وسائل الإعلام، من دعوات لتجمعات ومسيرات محظورة، بدعوى قيادة المرأة للسيارة.. فإن الجهات المختصة سوف تباشر تطبيق الأنظمة بحق المخالفين كافة، بكل حزم وقوة." وشدد البيان، الذي حصلت عليه CNN بالعربية، على أن الأنظمة المعمول بها في المملكة، تمنع كل ما يخل بالسلم الاجتماعي، ويفتح باب الفتنة، ويستجيب لأوهام ذوي الأحلام المريضة، من المغرضين والدخلاء والمتربصين." كما أشار البيان إلى أن الوزارة "تُقدر في الوقت ذاته، ما عبر عنه كثير من المواطنين، من أهمية المحافظة على الأمن والاستقرار، والبعد عن كل ما يدعو إلى فرقة وتصنيف المجتمع." وباتت قضية السماح للمرأة بقيادة السيارة في السعودية مثار جدل واسع مؤخراً، وقد حاول عدد من رجال الدين مقابلة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، للاحتجاج على تلك الدعوات، في حين نظم ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملة مضادة تدعو إلى تعدد الزوجات.