شن علماء أزهريون هجوما حادا على مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة، على خلفية فتواه التي أباحت للصائم أن يتناول مع وجبة السحور بعض العقاقير الطبية التي تمنعه من الشعور بالجوع والعطش في نهار رمضان. ورفض هؤلاء العلماء فتوى جمعة، مؤكدين ل (عناوين) الإثنين 31/ 8/2009 أن تلك الأدوية، إن لم تفسد الصيام، فهي تفقده المقصد الشرعي من وراء فرضه.
وشدد الأستاذ بجامعة الأزهر الدكتور عبد الغفار هلال على رفضه للفتوى، منوّها إلى أنه "لا يجوز للصائم السليم الجسد والذي لا يعاني أية أمراض أن يتعاطى أي أدوية في السحور تمنع الإحساس بالجوع والعطش، لكن ذلك يجوز للمريض وكبار السن".
وهاجم الدكتور أحمد طه ريان، الفتوى، مشددا على أن استخدام الأدوية لمنع الشعور بالجوع والعطش يعد تحايلا على الدين وعلى فريضة الصيام. وحذر ريان من اختراع وسائل جديدة للإطعام دون أن تدخل الفم.
وقال: "هناك مقصد شرعي للصيام وهو أن يجد الله -سبحانه وتعالى- المسلم حيث أمره ولا يجده حيث نهاه، وليس المقصد إطلاقا هو الجوع والعطش" . وتابع :" لقد ثبت علميا أن الإنسان عندما يجوع ويعطش تميل نفسه إلى الهدوء والسكينة وتنطلق روحه إلى مرحلة من مراحل الصفاء، خاصة إذا تابع الصوم بالعبادة وقيام الليل.. أما إذا لم يشعر الصائم بالجوع أو العطش بسبب تعاطيه أدوية وعقاقير طبية لهذا الغرض، فسيفقد إحساسه بالفريضة وبالتالي بطاعة الله.
وأكد الدكتور أبو سريع عبد الهادي رفضه للفتوى، قائلا: "هذه الفتوى تتنافى مع الأهداف التي شرع الصيام من أجلها، ومن أهمها الشعور بالفقراء والمساكين من جوع وعوز، وبالتالي فإن تناول هذه الأدوية في السحور لمنع الجوع والعطش في نهار رمضان يفسد الحكمة من الصوم، وإن كان لا يبطله".