"الواتس أب" أوسع طرق الإشاعة.. "تويتر" أسرع وسيلة لنشر الأكاذيب.. بعض "الصحف الإلكترونية" أقوى داعم لتصديق الإشاعات..! رفض الإشاعة شيء بعيد عما نمارسه في تعاملنا مع وسائل التواصل الاجتماعي.. رفض الإشاعة شيء يتعارض مع إعادة تدويرنا لكل ما يصلنا دون حتى استخدام العقل في مدى قدرته على تصديقه. ذكاء مروجي الإشاعة باستخدام الصور أو تذييل النصوص بأسماء صريحة، عطل تفكير بعضنا فأصبح ذاك حقيقة يعجز كل نفي عن وأدها. تمطرنا الإشاعات صباح مساء، نصدقها ونتناقلها وبعد انتشارها كالنار في الهشيم نكتشف أننا خدعنا بذكاء حاقد وغباء مروج.. ونعود في اليوم الثاني إلى الحلقة ذاتها، نستقبل الإشاعة ونتناقلها ثم نعود إلى الوعي وندرك كذبها، حتى امتلأت رؤوسنا بالأكاذيب التي تسيء لمجتمعنا ولأهلنا.. والجاني نحن، لغبائنا وليس لذكاء غيرنا؛ لأننا نحفظ من قواعدنا الشرعية أن المؤمن لا يلدغ من جحرٍ مرتين، ونحن نلدغ كل يوم..! استقبلنا إشاعة عن قصة اختطاف طفلة وإيذائها وإخفائها في حقيبة بالصور.. واكتشفنا كذبها بعد نفي شرطة الرياض، وليست هذه الأولى ولن تكون الأخيرة، إلا إذا تعاونت الجهات الأمنية ووزارة الإعلام؛ للوقوف في وجهها بحزم وليس بتصريح وتحذير. لا يكفي أن يدعو الناطق الإعلامي للشرطة عموم المواطنين والمقيمين إلى عدم الانسياق وراء الإشاعات، ويشير إلى أن الشرطة كانت وما تزال تسعى لمواكبة الأحداث بإصدار البيانات التوضيحية.. بدليل كثرة بيانات النفي. ولا يكفي أن يقول وكيل وزارة الثقافة والإعلام عبدالعزيز العقيل، إن وزارة الثقافة والإعلام تتجه إلى حجب صحف غير مرخصة يقدر عددها ب 1400 صحيفة، بعد رصدها أكثر من ألفي صحيفة إلكترونية رخص منها600 صحيفة.. لأنه قال ذلك في ندوة قبل 8 أشهر ولا زلنا ننتظر!! ترويج الأكاذيب تجاوز الأخبار إلى تقمص شخصية كاتب صحفي ونشر مقال مزور باسمه يفوح بالعنصرية، كما حدث مرتين مع القدير خلف الحربي، وكما يحدث موسميا مع الصديق العزيز محمد الرطيان، فكل عام يعاد علينا المقال المزور نفسه باسمه.. ويروجه بعضنا بغباء وبعضنا بخبث. أحد مصادر الإشاعات المسيئة لوطننا لم يكف عن ذلك، ولم يكف بعضنا عن تصديقه. (بين قوسين) قتل الإشاعة مستحيل، إذا لم نمحص نحن ما يردنا، ولم تتبع الجهات المعنية مصادر الإشاعة بلا انتظار شكاوى، ومعاقبة مصدرها ومروجها علانية.