أزعجت أجهزة البلاك بيري والآي فون الصائمين بكثرة الشائعات التي روجتها منذ بداية رمضان، وبلغت 4 شائعات، انتشرت على مستوى كبير، حتى أجبرت بعض الجهات الرسمية على نفيها لسرعة انتشارها. واعتمدت تلك الإشاعات على توزيعها ببرامج التواصل في الجوالات، وكتبت بأسلوب يستعطف من تصل له ليقوم بنشرها فورا، وبعضها ذيل بعبارات تحث على الخير واستغلال محبة عمل الخير من قبل الصائمين الذين مرروها ليتحول حب الخير لتضليل للناس، وكراهية المستقبلين. وكانت أولى هذه الشائعات أرقام حسابات مزيفة وضعت باسم الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وخصصت لاستقبال التبرعات لمجاعة الصومال وانتشرت الأرقام بشكل كبير جدا، مما أجبر الندوة على نفيها رسميا في بيان أوضحت فيه أن التبرعات تستقبلها بمكاتبها بالمناطق، تلاها شائعة حريق ساعة مكةالمكرمة. وتناقل الشائعة المزودة بالصور المفبركة ومقطع فيديو لبرج سكني يحترق، آلاف المواطنين، مما أجبر الناطق الرسمي بالدفاع المدني بمكةالمكرمة على الخروج ونفي الشائعة، ولم تتوقف الشائعات وتعكيرها جو الصائمين فخرجت إشاعة تمديد الإجازة، ونجح مروج الإشاعة بوضع خبر سابق لتمديد الإجازة وذيل الإشاعة بروابط للصحف المحلية التي نشرتها قبل عامين بعد تمديد الإجازة، ولم يلفت انتباه الكثيرين تاريخ الخبر الذي روجوه بسرعة هائلة، وأخيرا خرجت أمس شائعة جديدة تفيد بأمر ملكي بصرف راتبين وضع فيها مروج الشائعة الأمر الملكي السابق وذيلها بعبارات تفيد بالأسبقية بالخبر وأنه من مصدر موثوق وتناقلها بسرعة هائلة "البلاكبيريون". وعلى مستوى منطقة الجوف، روج لشائعتين، الأولى تفيد بوجود ذئب بأحد الأحياء السكنية بسكاكا أصبح حديث الناس بالمنطقة والتحذير منه، خاصة أن الحي يحتضن أكبر الأسواق النسائية التي تشهد إقبالا للشراء لعيد الفطر، والأخرى استقبال الملابس للتبرعات للصومال بمساجد العيد، وخرج العديد من الأهالي بحثا عن المساجد التي تستقبل الملابس ولم يجدوها. من جهته، قال أخصائي اجتماعي "خالد الرويشد" ل "الوطن" إن مروجي الشائعات نجحوا في اختيار الأساليب لاستعطاف الناس ومحبتهم للخير بشهر رمضان، وأصبح تناقل الشائعات سهلا للغاية، خاصة في ظل الشريحة الكبيرة التي تستخدم مثل هذه الأجهزة، محذرا من خطورة تناقل هذه الشائعات، مؤكداً أن الكثير بدأ يفقد الثقة بهذه الأجهزة وما يتناقل من أخبار. وأشار إلى أنه لم يقتصر تناقل الأجهزة للأخبار المكذوبة، بل عانت من نقل الأحاديث الموضوعة التي تتعلق بالحر والصيام وليس لها أساس من الصحة، داعيا لعدم نقل الخبر دون التأكد من مصدره وألا يكون حب الخير داعيا للسذاجة وتضليل الصائمين.