تنفذ في شوارع الرياض منذ فترة ليست بالقصيرة, عمليات تحسين لإعادة صياغة شكل الشوارع, بحيث تتم تهيئتها بأرصفة عريضة صالحة للمشي ومواقف محدّدة للسيارات. وعلى الرغم من أن عمليات التحسين أضافت لمسة جمالية, إلا أنها قضمت من الممرات المخصصة للسيارات, وبدت أضيق بكثير مما كانت عليه قبل البدء بأعمال التحسين. وأدى ذلك إلى تفاقم شدة الزحام, وخاصة في ساعات الذروة, ويظهر ذلك جليا في معظم الشوارع التي تم إنجاز أعمال التحسين فيها, مثل: شارع الأمير محمد بن عبد العزيز (التحلية) في الوسط الشمالي من الرياض. وحبّذا لو تراعي الشركة المنفذة والجهة المشرفة عليها فيما تبقى من عمليات التحسين, أن تكتفي برصيف محدود ومواقف تسهيلا لحركة السيارات التي في الأصل نفذت الشوارع لها وليس للمشاة. وعلى ما يبدو, فإن أمانة مدينة الرياض أرادت تحقيق هدف مزدوج بضربة واحدة؛ تحسين الشكل الجمالي للشوارع, ونشر ثقافة المشي المتنامية في المدينة, التي تتطلب ممارستها على الوجه السليم توافر أجواء صحية بعيدا عن الشوارع الملوثة ضوضائيا وبيئيا نتيجة ضغط حركة السير. يبقى القول: نتمنى أن تعمل الأمانة بالتنسيق مع مرور الرياض, على إيجاد حل لمشكلة تكدّس السيارات عند الإشارة, وخاصة أن بعض السائقين لا يحترم أفضلية الطريق للراغبين في الاتجاه يمينا, ويغلق الطريق أمامهم في الشوارع, كما في تقاطع العليا العام مع العروبة, على سبيل المثال لا الحصر. ولعل الحل الأنسب لتسهيل انسياب حركة المرور في مثل هذه التقاطعات, إيجاد مخرج قبل بلوغ الإشارة المرورية بعشرين مترا على الأقل, من خلال الاستفادة من زاوية الشارع, أو إنشاء عازل يسمح للراغبين في الاتجاه يمينا بسلوكه, وأسهل الحلول الوقتية وجود رجال المرور في ساعات الذروة. (محمد السلوم)