ذكر شهود عيان من أهالي قرية "كرداسة" بالقرب من أهرامات الجيزة بالعاصمة المصرية ل"العربية.نت" أن تحليقاً كثيفاً ومتكرراً على ارتفاعات منخفضة للمروحيات العسكرية يتم في سماء القرية ليلاً ونهاراً، ما أثار حالة من الارتياح، استبشاراً بقرب الهجوم على القرية وتخليصها من المسلحين ومنفذي مذبحة قسم شرطة المدينة يوم 14 أغسطس 2013 ، التي تمت تزامناً مع فض اعتصامي "رابعة العدوية" و"النهضة". فقد صارت "كرداسة"، القرية السياحية الصغيرة والهادئة محط أنظار العالم بعد المذبحة، وإعلانها "إمارة إسلامية" من قبل عناصر مسلحة، والكل يترقب عملية أمنية كبرى بها. فقد كشف مصدر أمني مسؤول أنه تم تحديد الجناة الذين ارتكبوا مجزرة كرداسة، وأنهم على وشك السقوط بقبضة الأمن. وقال إنه يجري التحضير لعملية أمنية كبيرة للقبض عليهم والسيطرة على الوضع الأمني بها. وأوضح المصدر ل"العربية.نت" أن القرية بها عدد من الكوادر الفاعلة للإخوان المسلمين، والتي لعبت دوراً كبيراً في الحشد لاعتصام "رابعة العدوية" ومذبحة قسم الشرطة التي راح ضحيتها 16 شهيداً شرطياً. كما أن مجموعة من العناصر المسلحة والمتطرفة المنتمية للسلفية الجهادية والجماعة الإسلامية تتخذ منها ملاذاً آمناً ونقطة ارتكاز.
وأبدى المصدر قلقاً من عشوائية الشوارع والحواري والمباني، وغياب الفواصل بين المنازل، بما يجعل العملية الأمنية صعبة إلى حد ما، لكنه استدرك أن الخطة جاهزة وقيد التنفيذ لضرب أوكار الإرهابيين وتطهير القرية بمعرفة قوات الأمن المركزي وعناصر العمليات الخاصة، وأن ساعة الصفر تقترب، محذراً من وقوع خسائر بشرية من الجانين في حال وجود مقاومة مسلحة وهو احتمال وارد. إلى ذلك، أمرت نيابة جنوبأسيوط الكلية، أمس الثلاثاء، بحبس القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، أحمد علي، مدير أحد مصانع الإسمنت بالمنطقة الصناعية بأسيوط، يوماً على ذمة التحقيقات لاتهامه بالضلوع في الحشد وأحداث العنف ب"رابعة العدوية" ومنطقة "كرداسة"، وكان المتهم وهو من أبناء "كرداسة" قد ألقي القبض عليه بأسيوط.
فى السياق ذاته نقلت "بوابة فيتو" المصرية عن مصدر مطلع بالقرية أن "أمراء كرداسة" من قادة الإخوان والجهاديين، وعلى رأسهم المتسبب في أحداث العنف نصر الدين الغزلاني، رفضوا مبادرة من بعض شباب وعواقل القرية لتسليم الأسلحة التي بحوزتهم، حقناً لدماء أهالي "كرداسة". وذكرت "فيتو" أن الجهاديين أظهروا تشدداً بالغاً وكأنهم يدقون طبول الحرب، وأجمعوا على رفض المبادرة وحتمية المقاومة والمواجهة مع القوى الأمنية. وتجدر الإشارة إلى أن الشيخ السلفي محمد حسان قد توسط مؤخراً بناء على طلب حكومي، وفشل في التوصل إلى حل مع "أمراء كرداسة" لتسليم السلاح والحيلولة دون الصدام.