طرحت شركات متخصصة في تقنيات أجهزة استقبال إشارات البث الفضائي أو ال«ريسيفر»، أجهزة ذكية تتيح استخدامات متعددة، وتدعم شاشات التلفزيون للعمل بأنظمة ذكية، ويحولها إلى ما يشبه أجهزة كمبيوتر ضخمة. واعتبر مسؤولون في تلك الشركات، أن الأجهزة الجديدة جيل جديد من أجهزة ال«ريسيفر»، يرفع من تنافسية التقنيات المقدمة في القطاع، ويجعل الشركات في تسابق دائم لطرح أجهزة أكثر تطوراً للحفاظ على حصصها السوقية، وذلك بعد انتهاء مرحلة المنافسة خلال العامين الماضيين، بين الأجهزة التقليدية وتلك المدعمة بتقنيات فائقة الوضوح أو «إتش دي». وتعمل أجهزة استقبال البث الفضائي الجديدة بأنظمة تشغيل «أندرويد»، مخصصة للهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحية، ما يتيح دعم استخدام الشاشات في تصفح مواقع الإنترنت، وتشغيل البرامج والتطبيقات الخاصة بالتواصل الاجتماعي، وممارسة الألعاب. وتتيح أجهزة أخرى، الاتصال اللاسلكي بالإنترنت، وتسجيل محتويات قناتين، ومشاهدة ثالثة في الوقت نفسه، فيما تم طرح أجهزة تتيح متابعة القنوات عبر الهواتف الذكية، وأخرى محملة بتطبيقات «يوتيوب»، ومحركات البحث «غوغل». ويتوافر في الأسواق المحلية حالياً ما يزيد على ?20 علامة تجارية لأجهزة استقبال البث الفضائي، وتراوح أسعار الأجهزة العادية والمدعمة بتقنيات «إتش دي» بين ?100 و?500 درهم، فيما تراوح أسعار الأجهزة الذكية بين ?600 درهم و?950 درهماً. وأضاف أنه يمكن بعد ذلك الاختيار بين المواصفات الإضافية التي تتيح تحديث أنظمة الجهاز، عبر وصلات وحدات وتفصيلاً، قال المدير التنفيذي في شركة «يورو ستار» للإلكترونيات، شان جيتواني، إن «سوق أجهزة استقبال البث الفضائي تشهد حالياً منافسة كبيرة، في مرحلة ثانية بعد التحول عن الأجهزة المدعمة بتقنيات فائقة الوضوح (إتش دي)، إلى أجهزة بمواصفات مبتكرة». وأفاد بأن «(يورو ستار) أطلقت أخيراً ثلاثة أجهزة استقبال فضائي تعمل بمواصفات ذكية متنوعة»، موضحاً أن واحداً من الأجهزة المطروحة يعمل فضلاً عن وظيفته التقليدية في استقبال القنوات الفضائية، كجهاز (ميديا سنتر) أو مركز لتشغيل محتويات الوسائط، عبر دمجه بذاكرة داخلية تبلغ سعتها ?500 غيغابايت، كما أنه يتيح الاتصال اللاسلكي بالإنترنت، باستخدام تقنية (واي فاي)، ويعرض المحتويات على شاشة التلفزيون، والتسجيل على الذاكرة المتوافرة سواء من البث الفضائي أو عبر الإنترنت. وأضاف أن «الشركة أطلقت كذلك جهاز استقبال ذكياً مدعوماً بنظام تشغيل (أندرويد)، ويتيح تحويل الشاشات إلى جهاز كمبيوتر لتصفح مواقع الإنترنت، وكتابة الرسائل الإلكترونية، وممارسة ألعاب الفيديو». وتابع أن «الشركة طرحت كذلك جهازاً ذكياً، يتيح الاتصال بشبكة الإنترنت، ومدعوماً بتقنيات مبتكرة توفر للمستخدمين مزايا متابعة القنوات الفضائية عبر تطبيقات مخصصة على الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحية (تابليت)، سواء بأنظمة تشغيل (أندرويد)، أو خاصة بمنتجات شركة (أبل) الأميركية، ما يتيح متابعة محتوى قنوات متعددة لأشخاص مختلفين في أماكن متنوعة». وذكر جيتواني أن «أسعار الأجهزة الذكية الجديدة تراوح بين ?600 و?1000 درهم»، متوقعاً أن تستحوذ منتجات الجيل الجديد من تلك الأجهزة على حصة تراوح بين ?40 و?50? من القطاع قبل نهاية العام الجاري». وأشار إلى أن «سوق أجهزة استقبال البث الفضائي حققت نمواً راوح بين ?20 و?30? خلال عام ?2012، فيما سجلت (يورو ستار) نمواً في مبيعات تلك الأجهزة بنسب بلغت ?70? خلال الفترة الزمنية نفسها». تقنية «إتش دي» بدوره، اتفق مسؤول المبيعات في شركة «داينفيشن» لتوريد تقنيات أجهزة استقبال البث الفضائي، محمد النفيلي، مع جيتواني في أن الشركات العاملة في سوق أجهزة استقبال البث الفضائي تتنافس بشكل كبير حالياً في طرح أجهزة مبتكرة وأكثر تطوراً. وأضاف أن شركته أطلقت أخيراً أجهزة يطلق عليها «ريفوليشن ريسيفر»، تعمل بأنظمة تشغيل «أندرويد»، ومحمل عليها تطبيقات خاصة بالدخول على مواقع التواصل الاجتماعي مثل «فيس بوك»، و«تويتر»، فضلاً عن الاتصال المرئي عبر الشاشات مثل برنامج «سكايب»، ودعم الأجهزة بمحرك بحث «غوغل»، وموقع «يوتيوب»، مع وصلات لأجهزة التخزين المحمولة «يو إس بي». وأفاد بأن «أجهزة استقبال البث المدعومة بالتقنية فائقة الوضوح (إتش دي) تسيطر حالياً على الحصة الأكبر من السوق، مدعومة بكون معظم القنوات أصبحت تبث خلال العامين الماضيين بتلك التقنية»، متوقعاً أن تشهد الأسواق توسعاً بنسبة تصل إلى ?80? في الأجهزة التي تعمل بتقنية «إتش دي» والمدمج بها خصائص إضافية تتيح استخدام الشاشات بأنظمة ذكية، خصوصاً مع المنافسة السعرية المستمرة بين الشركات. اتصال لاسلكي إلى ذلك، أشار مدير البيع المباشر والتصدير في شركة «تكنوسات» لتوريد أجهزة استقبال البث الفضائي، كمال محسن، إلى أن «الشركة تواكب المنافسة في سوق ال(ريسفير)، عبر طرح منتجات تحتوي على تقنيات ذكية تتيح الاتصال اللاسلكي بالإنترنت، ويمكن استخدامها للدخول إلى المواقع الإلكترونية». وأفاد بأن «تلك الأجهزة أصبحت من ضمن توجهات جديدة في القطاع بعد التحول التدريجي للأجهزة التي تعمل بنظام (إتش دي)، أو التي تستقبل القنوات الفضائية بتقنية البث عالي الدقة، والتي تصل حصصها حالياً في الأسواق بين ?70 و?80?». وسائط إعلامية من جهته، ذكر المهندس التقني في «تكنو سات»، محمد شاهين، أن «أجهزة استقبال البث الفضائي شهدت تحولات مختلفة منذ ظهورها، بداية من تحولها من العمل بنظام (أنالوج) إلى (ديجيتال)، ومروراً بالتحول نحو تقنية (إتش دي) فائقة الوضوح، أو تكون مهيأة لاستقبال قنوات فائقة الوضوح، وحتى المرحلة الحالية التي تحولت فيها الأجهزة من مجرد أجهزة استقبال إلى أجهزة وسائط إعلامية لتشغيل ملفات الفيديو والصوت عبر مداخل أجهزة التخزين المحمولة». وأكد أن «الشركات تتنافس في طرح منتجات تحول الشاشات العادية إلى ذكية، تمكن المستخدمين من متابعة متغيرات درجات الحرارة، أو خرائط (غوغل)، وموقع (يوتيوب) من خلال اتصال ال(ريسيفر) بشبكة الإنترنت». وأوضح أن «طرح أجهزة محمل عليها أنظمة تشغيل (أندرويد)، يجعل من الشاشات أجهزة كمبيوتر ضخمة، إضافة إلى عملها التقليدي، خصوصاً مع طرح أجهزة (تحكم عن بعد) مدمج بخلفياتها أزرار تشبه لوحات الكتابة الخاصة بأجهزة الكمبيوتر». واعتبر شاهين ذلك تحولاً تنافسياً كبيراً في السوق، يرفع من تنافسية التقنيات المقدمة في القطاع، ويجعل الشركات في تسابق دائم لطرح أجهزة أكثر تطوراً للحفاظ على حصصها السوقية. وأضاف أن «الشركة أطلقت جهازاً يعمل بمعالج (كوناكس)، مع مزاوجة البطاقة مع الجهاز، ويتيح تسجيل محتوى قناتين في الوقت نفسه عبر منفذي (يو إس بي)، ومشاهدة قناة ثالثة أثناء فترة التسجيل».