بعد أقل من ثلاث سنوات من الآن، سيبدأ العد التنازلي للتلفزيون العادي، ليحل محله التلفزيون الذكي الذي يتمتع بقدرات متطورة، منها البحث في الإنترنت عن محتوى الفيديو، ومن ثم عرضه. وتشير الإحصاءات العالمية الصادرة عن شركة "جارتنر" إلى أن أجهزة التلفزيون الذكية ستشكل نحو 85% من الإنتاج الإجمالي لأجهزة التلفزيون ذات الشاشة المسطحة بحلول عام 2016، وأن حجم الإنتاج العالمي للتلفزيونات الذكية ذات الشاشة المسطحة سيشهد نموا كبيرا من 69 مليون وحدة عام 2012 إلى 198 مليونا عام 2016. في حين تشير التوقعات إلى احتمال وصول الإنتاج العالمي لوحدات التلفزيون الذكية في العام الحالي إلى 108 ملايين وحدة. وتتميز التلفزيونات الذكية بنسب ذكاء محددة تتفوق بها على غيرها من الشاشات الأخرى، إذ يمكن للشاشات الذكية القيام بعشرات المهام، والوظائف التي تعجز الشاشات التقليدية عن القيام بها، ومنها قدرتها على الاتصال بالإنترنت عبر وصلة الشبكة، أو خاصية ال "واي فاي"، وإمكانية تحميل البرامج، والتطبيقات المختلفة من خلال المتاجر المخصصة للشركات المصنعة لهذه الشاشات، تماما بالطريقة نفسها التي نراها على هواتف "أبل" أو "أندرويد". وتتميز التلفزيونات الذكية أيضا بقدرتها على إجراء مكالمات الفيديو عبر الإنترنت، وذلك من خلال برامج مخصصة، مثل برنامج "سكايب"، بشرط توافر كاميرا خاصة لذلك، وإمكانية توصيل وعرض المواد من الهاتف الجوال عليها مباشرة بصورة لاسلكية، عبر "واي فاي"، وكذلك قدرتها الكاملة على تصفح مواقع الإنترنت، والدخول على تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"تويتر"، ومراسلة الأصدقاء والتعليق على موضوعاتهم، وتتوافق بعضها مع لوحات المفاتيح، والفأرة المخصصة لأجهزة الكمبيوتر، لتسهيل عملية التعامل مع المواقع الإلكترونية، أو حتى ممارسة بعض الألعاب البحرية. كما يمكن لأجهزة التلفزيونات الذكية الوصول إلى محتوى الفيديو على الإنترنت بسبل عدة مثل "يوتيوب" وغيرها من المواقع، إضافة إلى تشغيل بعض التطبيقات المتوفرة عادة على أجهزة مثل الهواتف الذكية، أو الأجهزة اللوحية. وطرحت شركة سامسونج المتخصصة في وسائل الإعلام الرقمية، مؤخرا أحدث منتجاتها من التلفزيونات الذكية، حيث يبلغ قياسه 75 بوصة مع احتفاظه بنحافة فائقة، ويعد هذا الجهاز، والذي يحمل اسم "إي أس 9000" أكبر تلفاز في العالم، ويتمتع بتقنية "الصمام الثنائي العضوي الباعث للضوء" التي لا تحتاج إلى إضاءة خلفية، وتتيح بالتالي تقديم مستويات أعمق من اللون الأسود. وتليفزيون سامسونج مصمم من قطعة زجاج واحدة، تقدم تقريبا معدلات تباين غير متناهية، وتبلغ سماكته 7.9 ملليمترات، ويتمتع بسطح ماسي أسود، مما يكسبه تحسينات كبيرة في الوضوح والتباين، والإضاءة، وتمتد مساحة الشاشة الفعلية على كامل السطح، إضافة إلى أنه مجهز بكاميرا ويب يمكن استخدامها لأغراض محادثة الفيديو، والتعرف على الوجوه، وخاصية التحكم فيه بالإشارة، كما أنه يعمل بمعالج ثنائي النواة بسرعة واحد جيجا هيرتز، مما يعطيه قدرة على تشغيل أكثر من تطبيق في ذات الوقت. ويقل وزن الجهاز الجديد، والذي تقدر قيمته بنحو 17 ألف دولار، عن تلفزيونات "إل إي دي" بنسبة 30%، فيما تبلغ سماكته ربع سماكة تلفزيونات "إل إي دي" التقليدية. يقول رضا المسلمي الكاتب الصحفي المتخصص في الشؤون التكنولوجية، ل"الوطن"، إن "شركات التقنية العالمية، وتحديدا سامسونج، تسعى إلى الدمج ما بين التكنولوجيا المتقدمة، وما يحتاجه الإنسان من خدمات، بحيث يكون له عالمه الخاص، وهو ما يفسر سر إقبال الكثيرين على اقتناء الأجهزة ذات التكنولوجيا المتقدمة، بداية من أجهزة الهواتف النقالة، وانتهاء بالأجهزة المنزلية مثل أجهزة التلفزيونات الذكية، والثلاجة الذكية، والتي تساعد مقتنيها على متابعة حالة الطعام الموجود بالثلاجة، وتحديد الطعام الطازج من الذي قاربت صلاحيته على الانتهاء، كذلك تحديد نوعية الغذاء الذي يمكن للشخص تناوله".