تعتبر الاذاعة من اهم الوسائل الاعلامية التي تعتمد عليها الدول فمع وجود وسائل اخرى جديدة ظهرت في عالم التقدم والتطور الا ان الاذاعة ما زالت من تلك الوسائل المهمة المتماسكة بل اصبحت تواكب العولمة حتى اصبح العالم كالقرية الصغيرة. ومع اهميتها الا ان هناك اذاعات متفاوتة في التوجهات والمشارب فهناك على سبيل المثال اذاعات ذات توجه سياسي وهناك اذاعات ذات توجه اقتصادي وعلمي وهناك اذاعات ذات توجه ديني وهي ما تسمى (بإذاعات القرآن الكريم) وهي لا تقل اهمية عن سائر الاذاعات الاخرى بل قد لا اكون مخطئا ان قلت هي اهم من سائر الاذاعات ذات التوجه السياسي أو الاقتصادي أو العلمي أو غيرها، لأن اذاعة القرآن والتي عادة متخصصة بالشؤون الدينية يكون على عاتقها حمل ثقيل وهو تبين للناس عامة وللمسلمين خاصة (الوسطية في الدين) والتي حث عليها نبينا عليه الصلاة والسلام واظهار الدين بوجهه الحقيقي بدون افراط ولا تفريط لأننا في الوقت الحالي الكلُّ يدعي الوسطية والمنهج القويم فنجد من يتبنى التفجير والتكفير واقصاء الآخر ينسب نفسه بالوسطية!! ومن يتبع الفرق الباطنية كغلاة الصوفية ينسب نفسه زوراً بالوسطية!! ومن يعبد القبور من دون الله ينسب نفسه ايضا بالوسطية!! (فالكل يدعي الوصل بليلى). فالوسطية الصحيحة هي اتباع كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام على فهم الصحابة والتابعين واتباع التابعين أي القرون الثلاثة المفضلة والتي قال عنها نبينا صلى الله عليه وسلم «خير القرون: قرني ثم الذي يليه ثم الذي يليه) وهو ما اصطلح عليه بفهم السلف الصالح. اقول هذه المقدمة تزامنا مع ما سمعته في اذاعة القرآن الكريم في دولة الكويت درس عن التوحيد للإمام عبدالعزيز بن باز وآخر عن سيرته العلمية والعملية وكذلك لقاء آخر عن سيرة عالم الكويت وفقيهها محمد بن سليمان الجراح رحمه الله وقد قرأت في حساب اذاعة القرآن الكريم الرسمي ان هناك ايضا حلقات معدة سلفا للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله وهذه نقلة نوعية لهذه الاذاعة المحببة الى قلوبنا، فكم كنا نتمنى سماع هؤلاء العلماء في اذاعتنا وكنا نطالب المسؤولين السابقين عليها ولكن وللأسف الشديد لم نجد تجاوبا معنا بل عكس ذلك نسمع الموشحات الصوفية والتي يشمئز من يسمعها واستضافة من ينتسب للعلم الشرعي وهو غير مأصل فيه ولا اريد الدخول في تفاصيل اخرى. ولكن الذي اريد الوصول اليه كالآتي: اولا: ان بث دروس العلماء كأمثال ابن باز وابن عثيمين وابن جراح فكرة صائبة وموفقة فتعليق الناس بالعلماء الافاضل من جهة فتاواهم ودروسهم هو صمام امان لهذا المجتمع فكم من نازلة وحادثة نجانا الله منها بفضل الله اولا ثم بفتاوى هؤلاء العلماء فعلى سبيل المثال فتوى ابن باز وابن عثيمين في جواز الاستعانة بالامريكان في تحرير الكويت من جيش صدام البربري وكذلك وقوفهما امام الافكار المنحرفة التي كادت ان تسبب الفوضى في المجتمعات الاسلامية وغيرها مثل التفجير والاغتيالات وتكفير الناس بغير وجه شرعي صحيح، اذا فهؤلاء العلماء يعتبرون صمام امان لمجتمعاتنا، فقد اشار النبي صلى الله عليه وسلم بذلك في قوله «العلماء ورثة الانبياء» فإعادة بث دروسهم وفتاواهم هو التوجه الصحيح للدعوة الى الوسطية التي ينشدها كل عاقل. ثانيا: اقترح على القائمين على هذه القناة المباركة توسيع دائرة العلماء أو الربانيين من جهة بث دروسهم وفتاواهم وذكر سيرهم فعلى سبيل المثال اقترح ان تبث دروس وفتاوى محدّث العصر العلامة (محمد ناصر الدين الألباني) فله اشرطة فيها دروسه وفتاواه وهي كثيرة النفع مع ذكر سيرته. ثالثا: اعادة بث فتاوى العلماء مع المناسبات الشرعية فشهر رمضان قادم وهناك فتاوى ودروس لابن جراح وابن باز وابن عثيمين والالباني عن احكام رمضان واخراج الزكاة وغيرها من الاحكام الشرعية المتعلقة بهذا الزمن فنرجو من القائمين على هذه الاذاعة اعادة بثها لتعم الفائدة. واخيرا، اشكر القائمين على هذه الاذاعة المباركة واخص منهم الأخ (يوسف السريع) المدير الجديد ومدير ادارة التنسيق والمتابعة الأخ (سعد الفندي) ونتمنى منهم المزيد والنافع لهذه الاذاعة المحببة الى قلوبنا. د.فهد عامر العازب (نقلا عن صحيفة الوطن الكويتية)