أنشأت مجموعة شبابية من طلاب المدارس والجامعات بمدينة مكةالمكرمة فريقاً تطوعياً ميدانياً، يهدف إلى مكافحة مطبات الشوارع العشوائية وغير القانونية، والتي بدأت تتناثر داخل الأحياء السكنية وفي الشوارع الفرعية، حيث يبذل أفراد الفريق جل وقت فراغهم في محاربة تلك المطبات، وذلك عبر صبغها بألوان فسفورية فاقعة حتى يتسنى تمييزها ورؤيتها. المعروف أن ظاهرة المطبات العشوائية تكاثرت مؤخرا، وأصبحت تقليدا يتسابق سكان الأحياء على إقامته أمام منازلهم بهدف إجبار السائقين على تهدئة السرعة، غير آبهين بما تسببه من أعطاب للسيارات التي يجد أصحابها أنفسهم في مواجهة غير متوقعة مع مطبات لا تخضع للمواصفات القانونية. وقال حامد الزيادي (18 عاما) مدير فريق "احذرني" التطوعي ل " العربية نت"، إن فكرة مكافحة المطبات جاءته بعض تعرض إحدى قريباته لمطب عشوائي تسبب في إسقاط جنينها، وبين الزيادي أن الكثير من المشادات تحدث بين الأهالي وأصحاب المركبات بسبب المطبات، حيث يرى الأهالي أنها حماية لهم ولأبنائهم من المتهورين، بينما يرى الآخرون أنها تؤذيهم، ومن هنا كان لابد من إيجاد حل عادل لهذه المعضلة، فتم تأسيس فريق "احذرني". وأوضح الزيادي أن الفريق يقوم ابتداء بتمشيط الحي بحثا عن المطبات، ومن ثم يقوم بتنظيفه من العوالق الترابية، فيما تتمثل الخطوة الأخيرة في طلائه باللون الأصفر الفسفوري والذي يعتبر عالميا من الألوان الفاقعة التي يتسنى رؤيتها حتى في الظلام الحالك، كما يقوم الفريق بوضع خط تحذيري بمسافة كافية قبل أي مطب. وأبان الزيادي أن الفريق انتهى من مكافحة عشرات المطبات متمنياً إن تتنقل التجربة إلى جميع المدن السعودية، مقدما شكره لمشروع تعظيم البلد الحرام والذي يتكفل بتوفير جميع مستلزمات العمل. من جهته قال المهندس خالد الغامدي، استشاري الطرق والمواصلات بمؤسسة مكة، إن ظاهرة تزايد المطبات جاءت مع تزايد التهور وقلة الوعي من قبل السائقين، حيث باتت الوسيلة الوحيدة لكبح جماحهم، مشيرا في حديثه ل"العربية.نت"، إلى أن المطبات تمثل مظهرا غير حضاري، لكن عدم مبالاة الشباب أدى لتكاثرها وتفاقم مشاكلها وبين أن توعية الشباب هي الحل لتخفيف الكثير من هذه المطبات.