قال العقيد الدكتور زهير بن عبدالرحمن شرف مدير الأنظمة واللوائح بمرور منطقة المدينةالمنورة إن الحوادث المرورية إرهاب لا يقل خطورة عن الإرهاب الإجراميّ المنظَّم، فهو "إرهاب شوارع"، مؤكداً أن المملكة تحتل المركز الأول عالميًّا في عدد حوادث الطرق. جاء ذلك في محاضرة له صباح الثلاثاء بالجامعة الإسلامية بمناسبة أسبوع المرور الخليجي التاسع والعشرين حضرها طلاب من الجامعة وعدد من منسوبي إدارة الأمن والسلامة، واستقبلهم أفراد المرور بتوزيع الورود والمطويات الإرشادية.
واستدلّ العقيد شرف على هذه التسمية بارتفاع عدد ضحايا الحوادث في المملكة الذي تجاوز في العشرين سنة الماضية أكثر من 86 ألف شخص وهو رقم يتجاوز عدد ضحايا عدة حروب مجتمع وهي حرب الأرجنتين وحرب الصحراء الغربية وحرب الهند وباكستان، وحرب الخليج وحرب النيبال الأهلية وحرب استقلال كرواتيا التي بلغ مجموع ضحاياها 82 ألف شخص.
وأضاف أن عدد ضحايا حوادث الطرق في المملكة عام 2011م بلغ أكثر من 7153 شخصاً، وهو رقم أعلى من عدد ضحايا العنف في العراق من العام نفسه الذي بلغ حوالي 4200 آلاف شخص، وهو أعلى أيضاً من عدد ضحايا حرب الخليج الذي بلغ 5200 شخصاً فقط، مؤكداً أن الرقم في ازدياد حيث من المتوقع أن يصل عام 2019م إلى 9600 شخص في السنة. وقال العقيد شرف إن معدل القتل في حوادث الطرق في المملكة يبلغ 17 شخصاً كل يوم، أي بمعدل شخص كل 40 دقيقة، كما بلغ عدد المصابين جرَّاء الحوادث أكثر من 68 ألف سنويًّا، وزادت الخسائر المادية على 13 مليار ريال في السنة، مؤكداً أن الدراسات والأبحاث أثبتت أن أكثر الحوادث تقع بسبب أخطاء العنصر البشري وخاصة السرعة، إضافةً إلى قطع الإشارة وقيادة غير المؤهلين للقيادة واستخدام المركبات لغير ما أُعدت له مثل التفحيط.
وأبان شرف أن ارتفاع إصابات الحوادث يستنزف الجهود الصحية بالمملكة ويشغل ثلث الطاقة الاستيعابية للمستشفيات الحكومية، ويتسبب في أزمة الأسرّة بالمستشفيات حيث أن نسبة الأسرّة المشغولة بمصابي الحوادث تبلغ 30 من كل 100 سرير.
كما قدّم النقيب عبدالرحمن السالم نصائح وإرشادات توجيهية للطلاب حول السلامة المرورية وروى لهم مواقف من مشاهداته في الحوادث. وشهدت المحاضرة عرضين مرئيين عن الحوادث المرورية ومخاطر التفحيط.