يُعَدُّ تأهل المنتخب السعودي إلى نصف النهائي في دورة الخليج المقامة في البحرين بمثابة "ترويض الحصان" استعداداً لانطلاقته من جديد خوفاً من التعثُّر في الفترة المقبلة، وبالتحديد بعد غدٍ حين يلاقي نظيره الكويتي الطامح أيضاً للفوز بالكأس وتحسين صورته في مباراة لا تحتمل القسمة على اثنين. لم يكن المنتخب السعودي يرغب في أن تكون الكويت هي المحك الأساسي لتجاوز عقبة السقوط.. ولم يكن يرغب في أن تكون الكويت ذات التاريخ العريق في دورات الخليج هي المحطة التي ينطلق منها الأخضر لتجاوز أزمة الانكسارات والهزائم السابقة، حيث الترتيب الثالث والعشرين بعد المائة في تصنيف الفيفا. يرغب المنتخب السعودي في تحسين صورته والثأر بالكأس كبداية التصحيح، وإيقاف عجلة الانحدار والمستويات الهزيلة والنتائج المحبطة، التي كان آخرها الخروج من مسابقة غرب آسيا في الأدوار التمهيدية، ويرغب القائمون على الأخضر أن تكون كبوة جواد، وأن تكون هذه الكأس بداية العودة للانتصارات خاصة أن الاتحاد السعودي يخوض أول تجربة له بعد الانتخابات الجديدة، فهل ستكون هذه المباراة الانطلاقة، أم أنها القشة التي تقصم ظهر البعير، ويكون ريكارد (كبش الفداء؟) فمن منظور تحليلي إحصائي لو نظرنا إلى مباريات ومستويات المنتخب السعودي خلال السنوات الأخيرة نجد أنه من مستوى هزيل إلى أدنى. وعلى الرغم من الإمكانيات المادية (الضخمة) والمعنوية، وعلى الرغم من الدعم الإعلامي والجماهيري، إلا أن المنتخب السعودي لم يصل إلى طموحات وآمال الجماهير والمسؤولين. فهل ستكون مباراة الكويت هي الانطلاقة الفعلية إلى عهد الانتصارات وإعادة المستويات المعهودة، أم أنها ستكون استمراراً للفشل الذي صاحب الأخضر في السنوات الأخيرة؟ من جهة أخرى واصل المنتخب السعودي الأول لكرة القدم استعداداته لمواجهة المنتخب الكويتي بعد غد على ملعب البحرين الوطني في العاصمة المنامة ضمن الجولة الثالثة للمجموعة الثانية لدورة كأس الخليج العربي الحادية والعشرين لكرة القدم. وأجرى الأخضر تدريبه على ملعب الاتحاد البحريني، حيث قسَّم المدرب فرانك ريكارد اللاعبين إلى مجموعتين ضمت الأولى الذين شاركوا في مباراة اليمن وكانت تمارينهم استرجاعية، فيما أجرت المجموعة الثانية التي لم تشارك في المباراة تمارين لياقية، بالإضافة إلى تدريبات على بعض الجمل الفنية والتكتيكية. تساؤلات عديدة نطرحها مع الجماهير والإعلام وننتظر... وإن غداً لناظره قريب.