هاجم رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط طارق الحميد في عموده الصحفي السبت الأكاديمي السعودي أستاذ الاتصال والإعلام السياسي في جامعة الملك سعود الدكتور أحمد بن راشد بن سعيد واتهمه بخيانة الأمانة والشتم والطعن والتخو?ن وبث خطاب الكراه?ة والتطرف، وذلك على خلفية النقد اللاذع واليومي الذي يوجهه بن سعيد خلال الآونة الأخيرة إلى كتاب وإعلاميين سعوديين وخليجيين وصحف سعودية بسبب التغطية الإعلامية لأحداث غزة الأخيرة وكذلك هجومهم الإعلامي القاس على أي مشروع أو برنامج إسلامي في مصر أو في دول الخليج. ويأتي هذا المقال الصحفي في صحيفة الشرق الأوسط ردا على انتقاد بن سعيد عبر التويتر عدد من هؤلاء الكتاب وعلى رأسهم الحميد وعبدالرحمن الراشد مدير قناة العربية بسبب التغطية الصحفية والمقالات والعناوين والحوارات والأسئلة التلفزيونية حول أحداث غزة الأخيرة والتي لا تمثل الحقيقة أو الحياد على الأقل كما يعتقد بن سعيد بل تأتي غالبا متوافقة مع وجهات النظر والردود الصهيونية، كما يأتي رد الشرق الأوسط ضمنيا كنوع من الدفاع عن هجوم آخر يوجهه بن سعيد إلى مدير شرطة دبي الفريق ضاحي بن خلفان حيث يهاجمه بن سعيد بسبب إعلانه المشهور بأن لإسرائيل الحق في الوجود وأنها لا تمثل خطرا حقيقيا على فلسطين أو على العرب. وجاءت أغلب تغريدات بن سعيد النقدية ضد هؤلاء مذيلة بهاشتاق (تفكيك الخطاب المتصهين) مما اكسبها شعبية وانتشار كبيرين بين أوساط المغردين الأمر الذي قد أغاض الحميد، إضافة إلى أن بن سعيد دائما ما يحلل كثير من المقالات الصحفية والعناوين والحوارات والأسئلة التلفزيونية لهؤلاء الكتاب وقناة العربية ويحاول كشف الكذب والافتراء خلف معانيها وعناوينها وبين ثاناياها وفق ما يقول بحكم خبرته في الإعلام والصحافة، كما أن بن سعيد يقوم أيضا بمقارنة ما تطرحه وسائل الإعلام والردود الحكومية الإسرائيلية وبين ما تطرحه وسائل الإعلام العربية حيث وجد كثيرا من العناوين والأخبار متوافقة مع التصريحات الصحفية للصهاينة، في الوقت الذي يخالف فيه الإعلام الحر العالمي كبعض الصحف الأوروبية هذا التضليل كما يقارن ويكتب بن سعيد. وقد اتهم رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط بن سعيد بخيانة الأمانة والشتم والسب عبر التويتر وعدم احترام وتقدير عمله الأكاديمي وصيانة طلابه من هذه الأساليب النقدية السيئة التي يمارسها، ويستغرب الحميد بأنه ك?ف ?سمح ?مثال بن سعيد بالتدر?س في الجامعات السعود?ة في الوقت الذي يحارب فيه التطرف وتنقح المناهج من مظاهر التشدد ويفتح باب الابتعاث لتغيير العقول لتصبح أكثر انفتاحا وعقلانية كما يعتقد، كما كتب الحميد أن بن سعيد أكاديمي متخصص في الطعن والتخو?ن وبث خطاب الكراه?ة والتطرف كما وصفه بالطابور الأمر الذي يعني خيانة الأمة والأمانة. ويطالب الحميد بضرورة تنظ?ف الجامعات والمدارس السعودية من هذه النماذج محذرا من انحدار مستوى ا?كاد?م??ن لهذا الشكل السيء من النقد. ويعلق البعض قائلين أن الحميد لم يتطرق في مقاله إلى الهجوم والشتم والطعن الذي يوجهه بعض الصحفيين والكتاب السعوديين والخليجيين إلى بن سعيد وإلى بعض الأكاديميين الآخرين، حيث يتعرضون يوميا إلى سيل من الشتائم والتكذيب والطعن عبر التويتر أو بين سطور المقالات الصحفية، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول سبب تغاضي الحميد عن ذلك. ويرى نفس المعلقون أن الحميد في هذا المقال مارس وبكل صراحة وجرأة ما اتهم به بن سعيد من شتم وتخوين وطعن في الأمانة في الوقت الذي يطالب بإيقاف هذه الأساليب النقدية السيئة، ولذلك انتقد عدد من المغردين في شبكة التويتر الحميد بأنه هو من يمارس الشتم والتخوين والتضليل، وكتب بعضهم بأن الصحافة هي التي يجب أن تنظف من أمثال هؤلاء الصحفيين والكتاب ويقصدون الحميد، كما قال أحدهم بأن الحميد أثبت عجزه عن الرد العلمي حين بدأ بمحاولة استعداء السلطة على بن سعيد لأنه فضح العديد من الممارسات الصحفية والإعلامية الكاذبة.