قاد المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو فريقه ريال مدريد لتحقيق فوز صعب على ليفانتي بنتيجة 2-1 في مباراة عصيبة أشبه بالتزلج على المياه، حيث غمرت الأمطار أرضية الملعب وضربت الرياح جنباته لتصعب المهمة على الفريقين على ملعب سيوتات دي فالنسيا مساء اليوم الأحد بالجولة ال11 من الدوري الاسباني (الليجا). وأشرك مورينيو الشاب موراتا الذي اقتنص هدف الفوز في الدقيقة 83 ليسجل هدفاً بمجرد نزوله بعدما تعرض كريستيانو رونالدو لإصابة في الشوط الأول خرج على اثرها من المباراة، فضلاً عن إصابة المهاجمين كريم بنزيمة وجونزالو هيجواين.
وحافظ مورينيو للريال على فارق النقاط ال8 مع برشلونة المتصدر، ليظل بالمركز الثالث برصيد 23 نقطة، بينما توقف رصيد ليفانتي عند النقطة ال17.
فعلى الرغم من الغيابات التي يعاني منها الريال في الهجوم، بسبب إصابة رأسي الحربة، إلا أن الأمطار الغزيرة والرياح التي ضربت ملعب ليفانتي (سيوتات دي فالنسيا)، كانت محط الأنظار في تلك المباراة التي افتقدت للفنيات من كلا الفريقين بسبب صعوبة نقل الكرة على أرض الملعب المغمورة بالمياه.
دفع جوزيه مورينيو مدرب الميرينجي بتشكيله المعتاد 4-2-3-1، حيث اعتمد على المنقذ كريستيانو رونالدو في الهجوم، وخلفه كل من كايخون وأوزيل ودي ماريا، وفي الوسط الدفاعي، حل مايكيل إيسيان وتشابي ألونسو، وفي الدفاع اشترك بيبي وراموس في قلب الدفاع، وأربيلو (ظهير أيمن) وكوينتراو (ظهير أيسر).
وعلى الجانب الآخر، دفع خوان مارتينيز مردب ليفانتي بنفس التشكيل، معتمداً على مهاجمه مارتينيز، يدعمه الثلاثي نبيل الزهر، وباركيرو وخوانلو، أما في الإرتكاز فجاء إيبورا وديوب، وحل في الدفاع لوبيز وبايستروس ونافارو وخوان فران.
لم تكد تمر دقائق قليلة على بداية المباراة، حتى ظهرت معاناة الفريقين في التحكم بالكرة والتمرير وتقديم جملة تكتيكية دون انزلاق أو احتكاك قوي، حيث تعرض الدون كريستيانو رونالدو لإصابة قوية اثر ارتطام مع المدافع ديفيد نافارو تسبب في جرح بالحاجب الأيسر نزف على اثرها كثيراً، ليتلقى العلاج خارج الملعب ثم يشارك مجدداً في المباراة.
وأنذر ليفانتي الريال مبكراً جداً عندما نفذ هجمة منظمة لتتهيأ الكرة في الأخير لصانع الألعاب خوانلو الذي صوب كرة قوية ولكنها مرت بالقرب من مرمى الحارس الدولي إيكر كاسياس.
غمر نصف ملعب ليفانتي بالمياه خاصة الثلث الأخير منه، وازدادت مهمة الملكي صعوبة، حيث فشلت كل المحاولات الأرضية من خلال المراوغة أو التمريرات البينية بسبب أرضية الملعب، وبالتالي كان لابد من الاعتماد على الكرات الهوائية.
وبالفعل لم ينجح الريال في تسجيل هدفه الأول الثمين سوى عن طريق ركلة حرة من خارج المنطقة نفذت ليشتتتها المدافع عن طريق الخطأ لتذهب للقناص رونالدو الذي هيأ الكرة بمهارة لنفسه وأطلق تصويبة لا تصد ولا ترد في شباك الحارس جوستافو مونوا في الدقيقة 21.
النصف الآخر من الملعب في الشوط الأول كان في مصلحة ليفانتي حيث كان أقل غزارة في المياه، ولكنه لم ينجح في التواجد بمنطقة إيكر كاسياس كثيراً لصعوبة نقل الكرة.
اتسمت المباراة بالخشونة خاصة من لاعبي ليفانتي وساهم في ذلك سهولة الانزلاق على أرضية الملعب بسبب الأمطار.
مع بداية الشوط الثاني، أجرى مورينيو تبديلاً بنزول ألبيول بدلاً من كريستيانو الذي لم يستطع أن يواصل المباراة بسبب الإصابة، ليحل البديل محل كايخون الذي تقدم لاحتلال مركز البرتغالي الدولي. استغل الريال ميزة نصف الملعب "الأفضل نسبياً" في الشوط الثاني، وتضاعفت الهجمات نظراً لسهولة التمرير نوعاً ما، وعلى النقيض، ازدادت مهمة ليفانتي تعقيداً في الشوط الثاني بسبب المياه الراكدة التي صبت في مصلحة دفاع الملكي.
وفي لقطة غير اعتيادية، لم يكن سيرجيو راموس محظوظاً بشكل كاف، لتضيع منه فرصة سهلة للغاية في الدقيقة 60، حينما سدد الكرة بالكعب وسط دربكة دفاعية، ولا يفصله عن خط المرمى سوى سنتيمترات ولكن الكرة لمست قدم مدافع ليفانتي لتغير اتجاهها وتصطدم بالعارضة، وتفقد خطورتها.
وسنحت لدي ماريا فرصة تهديف خطيرة ولكنه لم يستغلها جيداً وسددها باستهتار لتذهب الكرة بعيداً عن المرمى، في حين كان رد ليفانتي قاسياً عندما أدرك هدف التعادل بعدما هيأ مارتينيز الكرة بلمسة سحرية إلى البديل أنجل الذي قام بدوره بالسيطرة على كرته وسدد في شباك كاسياس بإتقان لتصبح النتيجة التعادل في الدقيقة 62 ويتأزم الموقف من جديد بالنسبة للريال.
دفع مورينيو بورقته الثانية، والمتمثلة في كاكا بدلاً من أربيلوا، ليعود ألبيول للدفاع في الدقيقة 70. وبمجرد نزول البرازيلي تحصل الملكي على ركلة جزاء عبر كايخون، انبرى لها تشابي ألونسو ولكن الحارس تصدى لها.
وكاد خوانلو أن يقلب الأمور رأساً على عقب حينما استغل خطأ فادح من ألبيول، وانفرد بكاسياس وسدد بالقرب من القائم الأيسر لتضيع أخطر فرصة للفريق صاحب الأرض في الدقيقة 74 من المباراة.
الورقة الثالثة والأخيرة استخدمها مورينيو في الدقيقة 82، من خلال الدفع بالمهاجم الشاب موراتا بدلاً من أوزيل، لزيادة الفاعلية الهجومية وبالفعل نجح البديل في إحراز هدف التقدم في وقت عصيب عبر رأسية رائعة لتعود دفة اللقاء في يد الملكي من جديد.
وصلت المباراة لقمة الإثارة مع اقتراب نهايتها، وحاول ليفانتي التغلب على أرضية الملعب ودفاع الملكي، ولكنه لم ينجح ليطلق الحكم صافرة نهاية المباراة معلناً فوز ثمين للغاية بنتيجة 2-1.