بعد موافقة وزارة الصحة على لقاح البكتيريا الرئوية في عام 2008 على طرح اللقاح الذي أثبت نجاحه في مكافحة العدوى الرئوية ، وإضافته إلى جدول التطعيمات الذي يصرف للطفل أثناء الولادة، ويحتاج الطفل ذلك اللقاح إذا بلغ الستة أشهر من عمره ، إلا أن الفرحة التي عمت الأباء والأمهات بذلك اللقاح لم تكتمل، فقد انقطع اللقاح من الكثير من المستشفيات الأهلية منذ شهرين. وقالت الدكتورة سمية الحاطب إخصائية الأطفال بمستشفى الأسرة الطبي ل (عناوين) "رغم أهمية اللقاح وضرورة صرفه للأطفال الرضع، إلا أننا لا نعرف سبب توقف صرفه، وخاطبنا الشركة المسئولة عن صرف الدواء عدة مرات دون فائدة ". وأضافت أن الكثير من الأمهات تضجرن من ذلك التوقف وتنقلهن من مستشفى إلى آخر بحثاً عن اللقاح الرئوي، وحملن وزارة الصحة المسئولية في عدم متابعة تأخر صرف اللقاح الرئوي وكشف المتسبب في ذلك.
يذكر أن إعطاء المواليد اللقاح البكتيريا الرئوي يشكل حماية قوية من الإصابة بالتهابات الأذن والتهاب السحايا. فقد أعلن الأطباء الذين أجروا اختبارات على اللقاح الجديد أنه إنجاز كبير بالنسبة للصحة العامة عند الأطفال خلال هذا القرن.
ويعتقد الأطباء أن هذا اللقاح المضاد للبكتيريا الرئوية المكورة سوف يصبح من اللقاحات الروتينية التي يحصل عليها الأطفال عند ولادتهم، مشيرين إلى أنه حصل على موافقة هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية، بعد أن أجرى الأطباء اختباراً له على أكثر من 38 ألف طفل.
كما يذكر أن الإصابة بعدوى البكتيريا الرئوية المكورة تؤدي إلى موت ما يصل إلى 1.2 مليون طفل على مستوى العالم سنوياً. كما كانت البكتيريا الرئوية المكورة يوماً ما هي المسؤولة عن إصابة الأطفال بأكثر الأمراض خطورة بسبب قدرتها على قتل ضحيتها بشكل سريع أو إصابته بإعاقة.
وحتى السنوات الأخيرة كان هذا المرض يصيب آلاف الأطفال في العام سنوياً. وفي عام 1990 تم طرح اللقاحات المضادة لمرض «هيموفيلس إنفلونزا»، الذي يعد السبب الرئيس للإصابة بالتهاب السحايا، ومنذ ذلك الوقت، انخفضت نسبة الإصابة بهذا المرض عند الأطفال بحوالي 90% تقريباً.
أما السبب الكبير الآخر للإصابة بالتهاب السحايا والذي لا يزال موجوداً هو البكتيريا الرئوية المكورة وهي مسؤولة أيضاً عن الإصابة بمرض التهاب الأذن الوسطى.
وبينما يتوفر اللقاح ضد المرض للأطفال الكبار، إلا أنه لا يفيد من هم دون الثانية من العمر الذين يمثلون أكبر نسبة من ضحاياه. وقد أجرى الباحثون اختباراً للقاح الجديد على الأطفال صغار العمر لمعرفة ما إذا كان سيحميهم من التهاب السحايا والتهاب الأذن الوسطى، حيث ينجح في تخفيض نسبة عدوى الإصابة بالتهاب السحايا عند الأطفال بنسبة 90% .