حذر استشاري ورئيس قسم الأمراض المعدية للأطفال بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض الدكتور سامي حجار من ارتفاع معدلات انتشار الأمراض الناتجة عن بكتريا المكورات الرئوية بين الأطفال. وقال في محاضرةً طبية عن «الأمراض الناتجة عن المكورات الرئوية»: «أمراض المكورات الرئوية تستوطن الجهاز التنفسي العلوي، وقد تنتشر إلى مناطق أخرى من الجسم، ما يسبب أمراضاً معدية خطيرة بين الأطفال والبالغين مثل التهاب السحايا، أو الحمى الشوكية، والالتهاب الرئوي، والتهاب الأذن الوسطى، وتجرثم الدم»، مشدداً على استخدام اللقاح الواقي من سلالات المكورات العقدية، الذي أسهم في خفض معدلات الإصابة بمرض المكورات الرئوية الانتشاري في دول عدة. وأضاف: «تتوافر أصناف عدة من المضادات الحيوية الفعالة ضد المكورات الرئوية، إلا أن مقاومة جرثومة الالتهاب الرئوي المتزايدة للمضادات الحيوية الشائعة تؤكد الحاجة لتوفير واستخدام اللقاحات التي تغطي أكبر عدد ممكن من سلالات المكورات الرئوية»، مشيراً إلى أن استخدامه بداية من عمر 6 أسابيع وحتى 5 أعوام. وذكر أن مقاومة المكورات الرئوية للمضادات الحيوية تشكل قلقاً على الصحة العامة، وتنطوي على العديد من التداعيات الصحية والاقتصادية على مستوى العالم، ما يدعو إلى الاعتماد على اللقاحات التي تعمل على تقليص فرص انتقال الأمراض والعدوى والحاجة للعلاج. وأوضح أن معدل انتشار الأمراض الناتجة عن المكورات الرئوية والأعباء الصحية والاقتصادية المرتبطة بها ربما تكون أعلى من ذلك، كون الكثير من الحالات لم تتم دراستها نتيجة لخضوع المريض سابقاً لعلاج بالمضادات الحيوية، وعدم وجود إثبات ميكروبيولوجي. وكانت دراسة بحثية أجريت في المملكة قبل أعوام عدة ذكرت أن معدلات الإصابة بمرض المكورات الرئوية الانتشاري بين الأطفال وحتى الخامسة تصل إلى 17,4 حالة لكل 100 ألف سنوياً، وتعتبر معدلات مرتفعة مقارنة بالدول الأوروبية وأميركا. يذكر أن تقديرات منظمة الصحة العالمية أشارت إلى أن المكورات الرئوية تعد سبباً رئيسياً للوفاة بين حديثي الولادة والأطفال حتى سن الخامسة، إذ يصل عدد الوفيات الناتجة عنها إلى نحو 1,6 مليون حالة وفاة سنوياً حول العالم في كل الأعمار، نصفها في الدول النامية.