قالت الولاياتالمتحدة ، الاثنين 15 أكتوبر 2012 ، إن محاولة السلطة الفلسطينية ترقية وضعها في الاممالمتحدة إلى دولة ذات سيادة ستعرض عملية السلام مع إسرائيل للخطر وتجعل من الصعب إعادة الجانبين إلى المحادثات بشأن حل الدولتين. لكن الحملة الدبلوماسية التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس حظيت بتأييد روسيا والدول العربية خلال نقاش في مجلس الأمن التابع للامم المتحدة بشأن الوضع في الشرق الأوسط.
وبعد الإخفاق العام الماضي في الحصول على اعتراف بالدولة الكاملة في الأممالمتحدة قال عباس الشهر الماضي انه سيسعى لوضع أقل طموحا يتمثل في ترقية وضع السلطة الفلسطينية في الاممالمتحدة إلى "دولة غير عضو" وهو نفس وضع الفاتيكان.
وقال رئيس الجمعية العامة للامم المتحدة فوك جيريميك إن المسألة ستناقش على الارجح في منتصف نوفمبر تشرين الثاني بعد الانتخابات الأمريكية. وتقول واشنطن إن إقامة دولة فلسطينية لا يمكن ان يتحقق إلا من خلال المحادثات المباشرة.
وقالت السفيرة الأمريكية في الاممالمتحدة سوزان رايس متحدثة في مجلس الأمن "الاجراءات المنفردة ومنها المبادرات الرامية إلى منح الفلسطينيين وضع المراقب كدولة غير عضو في الاممالمتحدة ليس من شأنها سوى تعريض عملية السلام للخطر وتعقيد الجهود الرامية لإعادة الجانبين إلى المفاوضات المباشرة."
ولم يعقد الفلسطينيون اي محادثات سلام مباشرة مع إسرائيل منذ عام 2010 عندما رفضوا استئناف المفاوضات ما لم تعلق الحكومة الإسرائيلية البناء الاستيطاني في الضفة الغربيةالمحتلة والقدس الشرقية.
وقالت رايس "اي جهود لاستغلال المحافل الدولية لاستباق المحادثات بشأن قضايا الوضع النهائي التي لا يمكن حلها إلا بشكل مباشر من قبل الجانبين لن تحسن الاوضاع المعيشية اليومية للفلسطينيين ولن تعزز الثقة المطلوبة لاحراز تقدم نحو حل الدولتين."
والوضع الحالي للفلسطينيين في الاممالمتحدة هو "كيان مراقب". واذا نجح عباس في مسعاه فسيتغير ذلك إلى "دولة مراقب".
واكتساب الفلسطينيين تسمية دولة بدلا من كيان يتيح لهم الانضمام لهيئات مثل المحكمة الجنائية الدولية وتقديم شكاوى ضد إسرائيل لاستمرار احتلالها للاراضي التي استولت عليها في حرب 1967.
وقال سفير مصر لدى الاممالمتحدة معتز أحمدين خليل متحدثا امام المجلس نيابة عن المجموعة العربية إن المجموعة تدعم تماما المسعى الفلسطيني.
وأضاف أن المجموعة العربية تتوقع ان تعتمد الجمعية العامة في دورتها الحالية قرارا بترقية وضع فلسطين إلى دولة مراقب غير عضو كخطوة أولى نحو الوصول إلى العضوية الكاملة.
وقال سفير روسيا لدى الاممالمتحدة فيتالي تشوركين "نحن نعتقد ان المبادرة الرامية للحصول على اعتراف دولي واسع لدولة فلسطينية... تكمل الجهود المبذولة لإيجاد حل من خلال التفاوض للصراع مع إسرائيل وليست بديلا عنها."
وأضاف "يجب ألا تستغلها إسرائيل بأي حال من الأحوال لتضييق الخناق على الاراضي المحتلة أو ممارسة اي ضغوط اخرى على السلطة الفلسطينية."
وحصل الفلسطينيون على عضوية منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في اكتوبر تشرين الاول العام الماضي في خطوة دفعت الولاياتالمتحدة إلى قطع التمويل عن المنظمة.
ويحظر قانون أمريكي صدر في التسعينات على الولاياتالمتحدة تمويل اي منظمة تابعة للامم المتحدة تمنح العضوية الكاملة لأي جماعة تفتقر الى "المقومات المعترف بها دوليا" للدولة.
ومن شأن القانون ان يحظر ايضا اي تمويل أمريكي لأي منظمة اخرى بالاممالمتحدة تمنح الفلسطينيين وضع العضوية الكاملة مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تقع مراقبة البرنامج النووي الإيراني ضمن نطاق عملها.
وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الشهر الماضي إن الحل الخاص بدولتين هو الخيار الوحيد القابل للاستمرار لاحلال السلام. لكنه قال ان النمو المستمر للمستوطنات الإسرائيلية يعني ان "الباب قد يغلق نهائيا".
ويعني ما يسمى بحل الدولتين إقامة دولة فلسطينية تعيش في سلام إلى جانب إسرائيل.