قامت السلطات المصرية بترحيل نحو 20 فرنسيا يُشتبه في أنهم إسلاميون، من مصر قبل نحو شهر، حسبما أعلن مصدر أمني مصري السبت 4/ 7/ 2009. وقال مسؤول في الأجهزة الأمنية إن نحو 20 مسلما متطرفا فرنسيا اعتقلوا في إطار التحقيق في اعتداء القاهرة الذي أودى بشابة فرنسية في فبراير 2009، تم ترحيلهم عن البلاد على مراحل.
وأوضح المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن هؤلاء الأشخاص لم توجه إليهم أي تهمة، لكنهم اعتبروا متطرفين إسلاميين غير مرغوب فيهم في مصر.
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، قالت القنصلية الفرنسية إن"عددا من الفرنسيين أوقفوا مع أجانب آخرين، وطلب منهم مغادرة مصر على نفقتهم الخاصة ودون ملاحقة قضائية".
وكانت وزارة الداخلية المصرية قد أعلنت في نهاية مايو 2009 اعتقال أعضاء الخلية المسؤولة عن الاعتداء الإرهابي الذي وقع في 22 فبراير الماضي قرب سوق خان الخليلي في القاهرة القديمة.
ومن بين أعضاء هذه الخلية، فرنسية من أصل ألباني تدعى دودي هوخة اتهمت بالمشاركة في عمل إرهابي.
وقتلت شابة فرنسية في السابعة عشرة وأصيب 24 شخصا آخرين في هذا الاعتداء الذي كان الأول الذي يستهدف السياح الأجانب في مصر منذ 2006 والذي وقع في الساحة المواجهة لمسجد الحسين القريب من سوق خان الخليلي الأثري.
وفي إطار التحقيق في هذا الاعتداء شنت السلطات في مايو 2009 حملة واسعة في الأوساط السلفية واعتقلت عشرات من الشبان المسلمين الأجانب المقيمين في مصر أو الذين يدرسون فيها.
وأوضح مصدر أمني أن أكثر من 20 فرنسيا معظهم من أصل مغاربي، وإن كان بينهم أيضا فرنسيون أصليون اعتنقوا الإسلام، اعتقلوا في إطار هذه الحملة.
وأخلي سبيل أربعة أو خمسة فقط من هؤلاء دون مشكلات.
ووُضع الآخرون جميعا في الحبس الاحتياطي دون مساعدة قضائية في إطار قانون الطوارئ ليرغموا إثر ذلك شيئا فشيئا على مغادرة مصر رغم عدم توجيه أي تهمة إليهم.
وتمكنت السلطات القنصلية الفرنسية من رؤية هؤلاء الأشخاص وبينهم بضع نساء قبل رحيلهم، لكن ليس في مكان اعتقالهم.ولم يكن لدى ثلثي هؤلاء سوى تأشيرة دخول سياحية.
وأوضح المصدر الأمني أن فرنسيين آخرين في الثلاثين من العمر تقريبا سيتم ترحيلهما في الأيام المقبلة.
وهي المرة الأولى منذ عامين ونصف عام يتم فيها طرد إسلاميين فرنسيين بهذا العدد الكبير.
وفي ديسمبر 2006، تم طرد 11 فرنسيا وبلجيكيين اثنين للاشتباه في علاقتهم بمجموعات سلفية والرغبة في "الجهاد"في العراق.
وتم أيضا طرد أجانب آخرين اُعتقلوا في إطار حملة أيار/مايو، التي سبقت زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للقاهرة، من بينهم ابن الزعيم الشيشاني المتمرد سبيان عبد اللاييف.
وإضافة إلى الفرنسيين، اعتقلت أجهزة الأمن المصرية مواطنين من بلجيكا والدنمارك والولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وطاجيكستان وأوزبكستان.