أفاق الفرنسيون أمس الاثنين على وقع الأخبار غير السارة التي حملتها لهم وسائل الإعلام عن حادث الاعتداء الذي حصل في خان الخليلي قرب مسجد الحسين في القاهرة والذي قضت فيه تلميذة فرنسية تبلغ السابعة عشرة من العمر وجرح فيه اربعة وعشرون شخصا منهم سبعة عشر فرنسيا .وقد دان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي و فرانسوا فيون رئيس الوزراء الاعتداء وعزيا أسرة التلميذة الفرنسية التي قضت متأثرة بجراحها بسبب العبوة الناسفة التي حصل بواسطتها الاعتداء.كما أرسل كلاهما رسائل تعاطف إلى أسر الضحايا الآخرين من الجرحى. وينتمي ضحايا الاعتداء من الفرنسيين إلى مجموعتين من التلاميذ تتراوح أعمارهم بين الرابعة عشرة والسابعة عشرة.وتوجد المدارس التي يدرسون فيها في بلدة " لوفالوا لوبيريه" الواقعة في الضاحية الباريسية.وكانت بلدية البلدة قد أرسلتهم في رحلة دراسية إلى مصر يوم السادس عشر من شهر فبراير الجاري.وقال باتريك بالكاني عمدة البلدة إن المجموعتين كانتا في القاهرة مساء الاحد للاستعداد إلى الرجوع إلى فرنسا الاثنين.وقد رغب كثير منهم في الذهاب إلى حي خان الخليلي للتسوق قبل العودة إلى الفندق.ولكن الحظ لم يسعفهم لأنهم كانوا في مقدمة ضحايا الاعتداء.وعاد الاثنين إلى باريس أغلب هؤلاء التلاميذ بمن فيهم عدد من المصابين بجروح بسيطة.وحملت الطائرة التي أقلتهم من القاهرة إلى باريس جثمان التلميذة القتيلة.وقال عمدة بلدة "لوفالوا" إنها كانت تستعد في نهاية السنة المدرسية الحالية إلى اختبار "الباكالوريا" أي شهادة ختم الدروس الثانوية والالتحاق بالجامعة.وأوفدت السلطات الفرنسية طائرة طبية إلى القاهرة لمحاولة نقل الضحايا الذين تصعب معالجتهم في مصر من الفرنسيين وساعدت أسر التلاميذ الفرنسيين الذين بقوا في القاهرة لتلقي العلاج. ( تساؤلات ) وقد تساءلت كل وسائل الإعلام الفرنسية التي نقلت حادث الاعتداء عن الأسباب التي تكمن وراءه.وسألت إذاعة" فرانس أنفو" الإخبارية حسني العبيدي مدير مركز الدراسات والبحوث حول الوطن العربي ودول المتوسط والذي يتخذ من جنيف مقرا له عما إذا كان الاعتداء موجها ضد الفرنسيين ونفى ذلك وقال إن الغاية من الاعتداء لدى مدبريه هو السعي إلى ضرب القطاع السياحي المصري وإحراج النظام المصري.وذهب بعض المحللين إلى ربط الاعتداء بالموقف المصري من العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة ورجح البعض الآخر أن تكون للاعتداء أسباب أخرى لديها علاقة بالسياسة الداخلية المصرية.ولم يستبعد طرف ثالث أن تكمن وراء الاعتداء حسابات أخرى لديها علاقة بمرحلة التصعيد التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط برمتها. وأجمع كل المحللين على استنتاج مفاده أن المصريين الذين يعيشون على الاقتصاد السياحي سيكونون في صدارة ضحايا تبعات الاعتداء الجديد الذي حصل في حي خان الخليلي بقلب العاصمة المصرية.