يحكى أن إيرانيا كان يحب بقرته كثيرا، وعندما ماتت ظن أنه بقرة، فبدأ يأكل العلف وينام في الحظيرة . حكاية أخرى تقول أن الشعب الإيراني بدأ يطلق لقب " سحالي " على الشرطة الإيرانية . وقصة ثالثة جعلت الخميني يضحك، فقرر وهو في مزاج جيد رفع الحظر عن إخراج الأفلام السينمائية. يبدو أن السينما الإيرانية، هي القناة الثقافية الوحيدة التي تخالف التوقعات، حيث ترصد بدقة وترفض أن تكون مرآة للسياسة الإيرانية دينية كانت أم خارجية . مجلة السياسة الخارجية الأمريكية FP رصدت قائمة بأهم 10 أفلام إيرانية على مدار 50 عاما ، والتي تربعت على عرش الصدارة سواء في شباك التذاكر، أو التداول السري بين الإيرانيين. إلا أن جميع الأفلام العشرة تتميز بشيئين : أنها كانت ممنوعة، وفي حالة كونها مسموحة، فإنها تمس مباشرة المحظورات الإيرانية . وفيما يلي قائمة الأفلام العشرة : 1. البقرة جاء فيلم (البقرة) في المركز الأول ، وهو أحد أوائل الأفلام الإيرانية من انتاج 1969 ، وكان حينها يعد من أفلام الموجة الجديدة. الفيلم يتحدث عن قروي فقير حزن كثيرا على خسارة بقرته، ومن شدة حزنه ظن أنه البقرة، فبدأ بأكل التبن والنوم داخل الحظيرة . وقد منع شاه إيران عرض الفيلم، بدعوى أن الفيلم يقدم صورة وضيعة عن البلد توحي بأنه فقير ورجعي. ويشاع بأن الخميني من شدة اعجابه بالفيلم، قرر وقف الحظر على إخراج الأفلام السينمائية عام 1979 . 2. القيصر احتل المركز الثاني في القائمة، وهو من انتاج عام 1969. ويصنف الفيلم على أنه النسخة الإيرانية لأفلام الممثل والمخرج الأمريكي كلينت إستوود. ويروى فيلم (قيصر) حكاية رجل وجد أن أخته قد اغتصبت، فيقرر الانتقام لشرفها، بقتل المذنبين.هذا الفيلم زاد من وجود فكرة العنف في السينما الإيرانية في سبعينيات القرن الماضي، واستمر مع جيل كامل من الشباب الإيرانيين، الذين أعجبوا بفكرة عدالة الإقتصاص الذاتي. والجدير ذكره، أن شباب تلك الفترة، هم نفسهم الذين أسقطوا نظام الشاه.
3. الغزال ثالث أفلام القائمة هو فيلم (الغزال) الذي تم إنتاجه في حقبة السبعينيات " 1975". ويروى الفيلم حكاية أحد مدمني المخدرات، تمكن من الهرب من سجنه. النسخة الأصلية من الفيلم إنتهت بلقطة رائعة ومثيرة عن الهروب والإنطلاق نحو الحرية، أما النسخة المعدلة، والتي عرضت في إيران عام 1975، فقد انتهت بعرض أفكار عن الاستسلام. الفيلم عرض في سينما ريكس، عام 1978، والتي اشتعلت فيها النار أثناء العرض، مما أدى إلى مقتل المشاهدين الخمسمئة الذين كانوا يتابعون الفيلم، وهذا كان من أحد الأسباب التي أدت للثورة على الشاه. 4. الخطر رابع أفلام القائمة هو فيلم (الخطر) الذي تم انتاجه عام 1982، في الفترة الأولى من الحرب العراقية الإيرانية، وهو يدور حول مجموعة صغيرة من الرأسماليين والمجرمين السابقين المعادين للثورة، والذين خرجوا من السجن عن طريق الصدفة بعد افتتاح سجن الشاه عام 1980. وفي رحلة هربهم إلى الحدود العراقية، ألقي القبض عليهم وهم يدافعون بشجاعة عن قرية حدودية إيرانية. هذا الفيلم يعتبر الأخطر والأغرب، والبعض يعتبره الأكثر غموضا، نظرا لأن السلطة لم تمنع الفيلم في إيران، ولكن ببساطة انتهت حياة المشاركين فيه بشكل غامض. أما الجدل الذي دار حول الفيلم، فقد أدى إلى استقالة وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي. 5. الغريب الصغير خامس أفلام القائمة هو فيلم "الغريب الصغير" من انتاج عام 1986، وهو من أفضل الأفلام الإيرانية التي أنتجت في حقبة الحرب العراقية الإيرانية، وتميز بكيفية تعامل مخرجه مع مواضيع التابوهات والامور المحظورة، وهو ما اعتبره البعض صرخة ضد الحرب، والتي أدت إلى مقتل أكثر من مليون إيراني. السلطات الإيرانية منعت الفيلم، خاصة وأنه تحدث عن بعض الأمور الإثنية وتعرض الأقلية للعنصرية خاصة التمييز الذي يواجهه الإيرانيون أصحاب البشرة الداكنة السمراء، من أصحاب البشرة البيضاء سكان الشمال . وقد ركز الفيلم على شخصية طفل صغير اسمه باشو، والذي هرب مع امرأة وطفليها الصغيرين، بعد أن دمر الجيش العراقي قريته، وقتلت عائلته، وهنا تبدأ معاناة أمه الجديدة في كيفية حماية نفسها وأبناءها في تلك الأوضاع الصعبة. 6. جابيه سادس الأفلام في القائمة هو فيلم "جابيه" الذي يعتبر إنتصارا نادرا لكونه كسر المحظورات الإيرانية في الحديث عن الموضوع الجنسي . تم إنتاج الفيلم في عام 1995\.ويتحدث الفيلم عن إمرأة شابة تتمنى أن تتزوج من فارس غامض، لكن بعد أن تبددت أحلامها، شغلت نفهسا بالسجادة التي تنسجها. 7. رجل الثلج يأتي فيلم (رجل الثلج) في المركز السابع، الذي عرض عام 1997، ويعتبر من الأفلام التي حطمت الأسواق في إيران، بعد أن إنطلق عرضه. تم إنتاجه عام 1994 لكنه بقي ممنوعا حتى تسلم خاتمي السلطة عام 1997. يتحدث الفيلم عن تفاصيل حياتية بسيطة مثل الرغبة في السفر إلى أمريكا وموضة الملابس، وهي مواضيع كانت ممنوعة من النقاش كونها تؤدي إلى التحريض. مجموعة من الشباب المحافظين، هاجموا بعض دور المسارح والسينمات التي عرضته، ومع هذا فقد حقق هذا الفيلم نجاحا كاسحا عندما عرض في ذلك الوقت. 8. النصف المخفي احتل فيلم (النصف المخلي) المركز الثامن في القائمة، ومخرجته ميلاني تصنف من المخرجات الإيرانيات اللاتي صنعن بصمة واضحة في السينما . ويروي الفيلم الذي تم انتاجه عام 2001 قصة امرأة تسعى لاقناع زوجها، والذي يعمل قاضيا، لكي يرحم امرأة حكم عليها بالإعدام. 9. السحلية احتل فيلم ( السحلية ) المرتبة التاسعة، وهو من انتاج عام 2003، ويصنف من بين الأفلام الطريفة والممتعة، التي خرجت من إيران في السنوات الثلاثين الأخيرة. ويروي الفيلم قصة لص يهرب من السجن، بعد أن تنكر بزي موظف أمن. إلا انه اكتشف وهو خارج السجن، حيث الحرية، أنه لا يلقى معاملة جيدة ممن حوله بسبب زي الشرطة الذي يرتديه، فسائقوا سيارات الأجرة رفضوا أن يقلوه، ومواقف طريفة أخرى. ورغم كون الفيلم ساخر بشكل لاذع، إلا أنه لم يمنع من العرض، حتى أن الناس باتوا يشيرون إلى رجال الشرطة في الطريق وينعتوهم بالسحالي. 10. رجل الموسيقى آخر أفلام القائمة هو فيلم (رجل الموسيقى) من انتاج عام 2007، والذي يروي قصة موسيقى موهوب، أدى ادمانه على الهيروين إلى تدمير حياته، كما يتحدث الفيلم عن الحياة داخل أحياء الصفيح التي يقطنها الفقراء، الفيلم كان قد منع من العرض في الصالات الإيرانية بعد العرض الرئيسي.