يُحكى أن إيرانيا كان يحب بقرته كثيرا، وعندما ماتت ظن أنه بقرة، فبدأ يأكل العلف وينام في الحظيرة. حكاية أخرى تقول: إن الشعب الإيراني بدأ يطلق لقب "سحالي" على الشرطة الإيرانية. وقصة ثالثة جعلت الخميني يضحك، فقرّر وهو في مزاج جيد رفع الحظر عن إخراج الأفلام السينمائية.. يبدو أن السينما الإيرانية هي القناة الثقافية الوحيدة التي تخالف التوقعات، حيث ترصد بدقة وترفض أن تكون مرآة للسياسة الإيرانية، دينية كانت أو خارجية. (عناوين) تسأل الإيرانيين الشيعة في دبي عن أهم عشرة أفلام تربّعت على عرش الصدارة، سواء في شباك التذاكر، أو التداول السري بين الإيرانيين. فيما يلي نبذة عن الأفلام العشرة: البقرة جاء فيلم (البقرة) في المركز الأول، وهو أحد أوائل الأفلام الإيرانية من إنتاج 1969، وكان حينها يعدّ من أفلام الموجة الجديدة. الفيلم يتحدث عن قروي فقير حزن كثيرا على خسارة بقرته، ومن شدة حزنه ظن أنه البقرة، فبدأ بأكل التبن والنوم داخل الحظيرة. وقد منع شاه إيران عرض الفيلم بدعوى أنه يقدّم صورة وضيعة عن البلد توحي بأنه فقير ورجعي. ويشاع بأن الخميني من شدة إعجابه بالفيلم، قرّر وقف الحظر عن إخراج الأفلام السينمائية عام 1979. القيصر احتل المركز الثاني في القائمة، وهو من إنتاج عام 1969، ويصنف الفيلم على أنه النسخة الإيرانية لأفلام الممثل والمخرج الأمريكي كلينت إستوود. يروي فيلم (قيصر) حكاية رجل وجد أن أخته قد اغتصبت، فيقرّر الانتقام لشرفها بقتل المذنبين.هذا الفيلم زاد من وجود فكرة العنف في السينما الإيرانية في سبعينيات القرن الماضي، واستمر مع جيل كامل من الشباب الإيرانيين، الذين أعجبوا بفكرة عدالة الاقتصاص الذاتي. والجدير ذكره، أن شباب تلك الفترة هم نفسهم الذين أسقطوا نظام الشاه. الغزال ثالث أفلام القائمة هو فيلم (الغزال)، الذي تم إنتاجه في حقبة السبعينيات (1975). يروي الفيلم حكاية أحد مدمني المخدرات تمكّن من الهرب من سجنه. النسخة الأصلية من الفيلم انتهت بلقطة رائعة ومثيرة عن الهروب والانطلاق نحو الحرية، أما النسخة المعدلة، التي عرضت في إيران عام 1975، فقد انتهت بعرض أفكار عن الاستسلام. الفيلم عُرض في سينما ريكس عام 1978، والتي اشتعلت فيها النار أثناء العرض، ما أدى إلى مقتل المشاهدين الخمسمائة الذين كانوا يتابعون الفيلم، وهذا كان من أحد الأسباب التي أدت إلى الثورة على الشاه. الخطر رابع أفلام القائمة هو فيلم (الخطر)، الذي تم إنتاجه عام 1982، في الفترة الأولى من الحرب العراقية - الإيرانية، وهو يدور حول مجموعة صغيرة من الرأسماليين والمجرمين السابقين المعادين للثورة، الذين خرجوا من السجن عن طريق الصدفة بعد افتتاح سجن الشاه عام 1980، وفي رحلة هربهم إلى الحدود العراقية، ألقي القبض عليهم وهم يدافعون بشجاعة عن قرية حدودية إيرانية. هذا الفيلم يعدّ الأخطر والأغرب، وبعضهم يعدّه الأكثر غموضا، نظرا لأن السلطة لم تمنع الفيلم في إيران، لكن ببساطة انتهت حياة المشاركين فيه بشكل غامض. أما الجدل الذي دار حول الفيلم، فقد أدى إلى استقالة وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي. الغريب الصغير خامس أفلام القائمة هو فيلم (الغريب الصغير) من إنتاج عام 1986، وهو من أفضل الأفلام الإيرانية التي أنتجت في حقبة الحرب العراقية - الإيرانية، وتميّز بكيفية تعامل مخرجه مع مواضيع التابوهات والأمور المحظورة، ما اعتبره بعضهم صرخة ضد الحرب، التي أدت إلى مقتل أكثر من مليون إيراني. السلطات الإيرانية منعت الفيلم، خاصة أنه تحدث عن بعض الأمور الإثنية وتعرّض الأقلية للعنصرية، خاصة التمييز الذي يواجهه الإيرانيون أصحاب البشرة الداكنة السمراء، من أصحاب البشرة البيضاء سكان الشمال.. وقد ركز الفيلم على شخصية طفل صغير اسمه باشو، الذي هرب مع امرأة وطفليها الصغيرين، بعد أن دمر الجيش العراقي قريته، وقتلت عائلته، وهنا تبدأ معاناة أمه الجديدة في كيفية حماية نفسها وأبنائها في تلك الأوضاع الصعبة.
جابيه سادس الأفلام في القائمة هو فيلم (جابيه)، الذي يعدّ انتصارا نادرا، كونه كسر المحظورات الإيرانية في الحديث عن الموضوع الجنسي (تم إنتاج الفيلم عام 1995). يتحدث الفيلم عن امرأة شابة تتمنى أن تتزوج من فارس غامض، لكن بعد أن تبدّدت أحلامها شغلت نفسها بالسجادة التي تنسجها. رجل الثلج يأتي فيلم (رجل الثلج) في المركز السابع، الذي عُرض عام 1997، ويعدّ من الأفلام التي حطمت الأسواق في إيران، بعد أن انطلق عرضه. تم إنتاجه عام 1994، لكنه بقي ممنوعا حتى تسلم خاتمي السلطة عام 1997.. يتحدث الفيلم عن تفاصيل حياتية بسيطة، مثل: الرغبة في السفر إلى أمريكا وموضة الملابس، وهي مواضيع كانت ممنوعة من النقاش، كونها تؤدي إلى التحريض.. مجموعة من الشباب المحافظين، هاجموا بعض دور المسارح والسينما التي عرضته، ومع هذا فقد حقق هذا الفيلم نجاحا كاسحا عندما عرض في ذلك الوقت. النصف المخفي احتل فيلم (النصف المخفي) المركز الثامن في القائمة، ومخرجته ميلاني تصنف من المخرجات الإيرانيات اللاتي صنعن بصمة واضحة في السينما. يروي الفيلم الذي تم إنتاجه عام 2001 قصة امرأة تسعى إلى إقناع زوجها، الذي يعمل قاضيا، لكي يرحم امرأة حكم عليها بالإعدام. السحلية احتل فيلم (السحلية) المرتبة التاسعة، وهو من إنتاج عام 2003، ويصنف من بين الأفلام الطريفة والممتعة التي خرجت من إيران في السنوات الثلاثين الأخيرة. يروي الفيلم قصة لص يهرب من السجن بعد أن تنكر بزي موظف أمن، إلا أنه اكتشف وهو خارج السجن، حيث الحرية، أنه لا يجد معاملة جيدة ممن حوله بسبب زي الشرطة الذي يرتديه، فسائقو سيارات الأجرة رفضوا أن يقلوه، ومواقف طريفة أخرى. ورغم كون الفيلم ساخرا بشكل لاذع، إلا أنه لم يمنع من العرض، حتى إن الناس باتوا يشيرون إلى رجال الشرطة في الطريق وينعتوهم بالسحالي. رجل الموسيقى آخر أفلام القائمة هو فيلم (رجل الموسيقى) من إنتاج عام 2007، الذي يروي قصة موسيقي موهوب أدى إدمانه الهيروين إلى تدمير حياته، كما يتحدث الفيلم عن الحياة داخل أحياء الصفيح التي يقطنها الفقراء. الفيلم كان قد منع من العرض في الصالات الإيرانية بعد العرض الرئيسي.