كثير من السيدات لا يخجلن من الاعتراف بأن علاقة محترمة مع زميل عمل أفضل كثيراً من التعامل مع زميلة في المكان نفسه، فالرجل في أغلب الأحوال يكون -حسب قولهن-خدوماً ومستعداً للمشاركة في حل مشكلات مَن يعملن معه، بينما الأنثى تفضل تحويل المشكلة لمادة للتسلية والنميمة حتى لو تسبب ذلك في حرج لزميلتها. في مجالس كثيرة، يمكنك أن تسمع سيدات يقلن إنهن لا يفضلن التعامل مع امرأة، وإنهن يرين التعامل مع الذكور أكثر نفعاً طالما كانت العلاقة محترمة ومعصومة من التجاوزات الأخلاقية.وحين سألت (عناوين) بعض الموظفات والطالبات عن السبب وراء ذلك.. اتفقن على أن العلاقات مع السيدات تفرز حلقة شائكة، لكنهن أكدن أن ذلك لا يعني الاستغناء عن تلك العلاقات الاجتماعية الضرورية.
وبطرح الأمر على المدربة علياء فهد، والتي تنفذ وتشارك في عديد من الدورات التدريبية في فن التعامل، أكدت وجود هذا الاتجاه لكنها أشارت إلى وجود عديد من الضوابط والشروط، التي تتداخل في فن التعامل، وفي تكوين العلاقات الاجتماعية.
وقالت علياء فهد:"علم فن التعامل قائم على أسس دقيقة، ولا أفضل الخوض فيه، فالأفضل هو تسليط الضوء على معرفة الأسباب التي تقود الفتيات إلى تفضيل التعامل مع الرجال كعلاقة تدوم أكثر سواء في بيئة العمل أم غيرها، ضمن أطر محددة". وأضافت:"الأمر يعود إلى أسباب عديدة منها غيرة المرأة من المرأة، وقصر العمر الزمني لعلاقات النساء، فالمرأة بطبيعتها تخوض في أدق التفاصيل، وموقف ربما يكون عادياً قد يصبح ذا عمق ويفرز مشكلة ذات أبعاد وجوانب لا تمت لفن التعامل بصلة". واستطردت علياء فهد قائلة:"إذا كانت المرأة موظفة ستشعر بالراحة التامة في التعامل مع الرجال طالما لم يتخلله أي تجاوزات.كما أن المرأة بطبيعتها لا تفضل أن تكون مديرتها امرأة".
وتؤكد علياء فهد أن الأمر لا يعني أن علاقات النساء قائمة على البغض والكره وإنما للغيرة دور كبير، ناهيك عن الإفراط في الحساسية، لافتة إلى أن إحدى الدراسات أثبتت أن الرجل أكثر ألفة ومودة من المرأة، خصوصاً أن مشكلات العمل بالأقسام النسائية تفوق بأضعاف مشكلات الأقسام الرجالية.
وتروي الموظفة فايزة عبدالله، التي تركت عملها أخيراً، فارق العلاقة مع الزميلات والزملاء قائلة"عندما غادرت موقع عملي توقعت أن أبقى على صلة دائمة مع زميلاتي، فطلبت من إحداهن خدمة عادية، إلا أنني وجدت أنها لا تتقبل الأمر، لكن عندما هاتفت أحد الزملاء بادر بمساعدتي دون أدنى هدف".
وتنتقل فايزة عبدالله إلى أنموذج آخر قائلة "عملت أخيراً في شركة تسويق، وتتطلب الأمر أن تكون لديّ علاقات عديدة.وبالفعل صار عندي كم هائل من الصديقات كمديرات مراكز وغير ذلك من أسماء وظيفية، كما صار لديّ علاقات مماثلة ولكن بنسبة أقل مع الرجال، ووجدت أن الرجال أفضل في التعامل من النساء، لا أدري ما السبب!وأتمنى ألا تؤخذ تلك النقطة بأنها سلبية بحق الرجل، أو أن وراءها أهدافا".وتضيف:"التعامل مع قيادات العمل يظهر الفارق بوضوح، فالرجل المدير يكون مرناً ومتفهماً للظروف. أما المرأة فتحاول قدر استطاعتها إظهار أنها الآمر الناهي في العمل". وتعلق المدربة علياء على هذا الرأي قائلة إن "المرأة بطبيعتها تفهم المسمى القيادي خطأً، وتعتقد أن صلابة الموقف والقرارات سبيلها إلى النجاح". وتضيف "هذا الأمر ممكن إلا أن النسب قد تختلط على المرأة، والأفضل أن تعيد حساباتها وتحاول أن تتسم بالمرونة والسلاسة دون فرض شخصيتها على علاقاتها حتى الاجتماعية".
وتبرر تغريد العبد الهادي، (موظفة في القطاع المصرفي)تفضيلها التعامل مع الرجال في بيئة العمل، قائلة "عديد من المواقف تثبت أن النساء لا يفضلن التعامل مع نساء، فأنا شعرت بالحرج عندما طلبت خدمة من صديقة مقربة تعمل في منشأة فقوبلت بالتململ منها، وعندما خاطبت رجلاً في المؤسسة ذاتها لا أعرفه ولا تربطني به أية علاقة قدم الخدمة في حدود العمل وانتهى الأمر".