في مباراة لم ينقصها سوى الاهداف ..تعادل ميلان مع برشلونة في المباراة المثيرة التي جمعت بينهما مساء الاربعاء على ملعب سان سيرو في ذهاب دور الثمانية لدوري أبطال اوروبا. ونقل هذا التعادل الصراع على دخول المربع الذهبي للبطولة الأوروبية إلى موقعة الكامب نو في إياب هذا الدور الذي سيقام يوم الثلاثاء المقبل والتي ستكون كافة الإحتمالات مفتوحة فيها. المباراة جاءت قوية وممتعة من الفريقين خاصة برشلونة الذي أمتع وأبدع كعادته وكان قريباً من خطف الفوز في الشوط الأول.في المقابل نجح ميلان بدوره في الوقوف أمام التفوق الإسباني في لحظات كثيرة ورغم قلة فرصه إلا إنها كانت خطيرة للغاية. البداية جاءت أكثر من مثيرة منذ اللحظة الاولى ،وظهرت النوايا الهجومية صريحة من كلا الفريقين ،وقبل أن تمر الدقيقة الثالثة أهدر ميلان فرصة مزدوجة عندما مرر روبينيو الكرة على حدود منطقة الجزاء لبواتينج الذي أطلق صاروخاً إرتطم بأقدام مدافعي البارسا لتتهيأ الكرة مجدداً امام إبراهيموفيتش الذي أهدى تمريرة سحرية بالرأس لروبينيو المنفرد تماماً بالمرمى ،لكن النجم البرازيلي أطاح بالكرة بغرابة. دخل برشلونة بقوة في اللقاء عقب هذه الهجمة وفرض سيطرته على منطقة الوسط ونجح في الوصول في أكثر من مرة لمرمى أبياتي بفضل تحركات ميسي وتشافي وأنيستا ومن أمامهم المزعج سانشيز،ولعل أخطر فرص البارسا من خلال جملة تكتيكية رائعة من ضربة حرة مباشرة إنتهت بإنفراد سانشيز بأبياتي الذي تدخل في الوقت المناسب وأنقذ الموقف. أداء ميلان على المستوى الهجوم جاء على فترات متقطعة في ظل الضغط المتواصل من برشلونة ،وتأثر مستوى الهجوم الإيطالي بتراجع مستوى البرازيلي روبينيو الذي وقف تائهاً في الملعب وذلك على الرغم من المجهودات الكبيرة التي بذلها الثنائي إبراهيموفيتش وبواتينج ومن ورائهما المخضرم سيدورف والنشيط نوتشيرينو. رغم ندرة هجمات الميلان ،لكنها حملت خطورة كبيرة ..ففي الدقيقة 20 أهدى الهولندي سيدورف تمريرة رائعة لإبراهيموفيتش لينفرد بالمرمى لكنه سدد كرة ضعيفة نجح فالديز في التصدي لها. مارس برشلونة هوايته في حصار كل الفرق التي يواجهها في مناطقها الدفاعية بفضل السيطرة على منطقة الوسط ودقة التمرير رغم سوء أرضية الملعب وتحركات لاعبيه التي لا تتوقف ،لدرجة منحت الفريق نسبة إستحواذ كبيرة وصلت في بعض فترات هذا الشوط 70 %. في الدقيقة 25 ومن كرة "هات وخذ" بين ميسي وتشافي إخترق الأخير منطقة الجزاء من العمق وسدد كرة قوية تصدى لها أبياتي حارس الميلان ببراعة. تحمل دفاع الروسونيري عبئاً كبيراً في مواجهة التفوق غير العادي لنجوم برشلونة وبات مجبراً على ذلك رغم النوايا الهجومية لأليجري المدير الفني للميلان،في وقت لم يعاني فيه الدفاع الإسباني نفس المعاناة رغم أنه البارسا يلعب خارج ملعبه وفي ظل الإعتماد على بويول قلب دفاعه كظهير أيسر في غياب أدريانو. مع بداية الشوط الثاني بادر أنييستا بتسديدة صاروخية مرت بجوار القائم الأيسر .وأجرى أليجري المدير الفني لميلان تغييراً تأخر بعض الوقت بإشراك ستيفان الشعرواي بدلاً من الغائب روبينيو سعياً وراء تنشيط الخط الأمامي. تحسن أداء الروسونيري نسبياً بعد هذا التغيير وبدأ في تنظيم صفوفه من جديد وإن كان ليس بالشكل المطلوب في وقت تراجع فيه أداء برشلونة مع إنخفاض مستوى أنييستا مما دفع جوارديولا لتغييره بكريستيان تيو في الدقيقة 65. أجرى ميلان التغيير الثاني بسحب بواتينج والدفع بايمانويلسن الذي أهدر فرصة خطيرة للغاية عندما إنفرد بالمرمى إثر تمريرة من إبراهيموفيتش، لكنه لم يتمكن من السيطرة على الكرة. وإضطر أليجري لإجراء تغييره الثالث بإشراك النجم الجزائري جمال مصباح بدلاً من نيستا الذي تعرض للإصابة ليتعرض دفاع الفريق الإيطالي للإهتزاز بقوة بعد أن لعب مصباح كظهير أيسر ودخول أنطونيني في قلب الدفاع. رد جوارديولا بتغيير ثان بإشراك بيدرو بدلاً من سانشيز الذي تراجع مردوده البدني في الشوط الثاني ، ليستعيد البارسا الكثير من خطورته في الدقائق الأخيرة من اللقاء التي شهدت عدد من الفرص. أخطر فرص برشلونة في هذه الفترة جاءت في الدقيقة 87 عندما إخترق ميسي منطقة جزاء الميلان من الناحية اليمنى وتخطى جمال مصباح الذي تعثر بالوقوع على الارض ليسدد ميسي الكرة يتصدى لها ابياتي لتتهيأ أمام تيو الذي سدد الكرة في المرمى الخالي لكن الأرض إنشقت عن أنطونيني لينقذ الكرة قبل ان تتجاوز خط المرمى وينتهي اللقاء بالتعادل.