في أبريل/ نيسان عام 1993 تحطمت طائرة كانت تقل منتخب زامبيا الأول لكرة القدم قرب ليبرفيل عاصمة الغابون وقضى في الحادث 18 لاعبا كانوا في طريقهم إلى داكار لملاقاة منتخب السنغال. ونجا حينها من الحادث النجم كالوشا بواليا، لأنه كان قد رتب للسفر بشكل منفصل. وبعد نحو عام وفي نهائيات تونس 1994 كان بواليا قائدا للمنتخب الجديد الذي وصل إلى المباراة النهائية أمام نيجيريا التي فازت على زامبيا بهدفين لهدف. وفي نهائيات 2012 بدت فرصة أخرى لتكريم ذكرى اللاعبين الذين وصفوا بأنهم كانوا من أفضل أجيال كرة القدم في زامبيا. فمنتخب زامبيا الذي يطلق عليه اسم "الرصاصات النحاسية" سيخوض المباراة النهائية يوم الأحد ضد ساحل العاج في ليبرفيل. ولذا حرص لاعبو زامبيا بعد وصولهم إلى الغابون على زيارة موقع تحطم الطائرة. ومنذ بداية البطولة، كانت التصريحات من معسكر زامبيا تشير إلى رغبة اللاعبين في اللعب بليبرفيل في الغابون والفوز بالكأس لإسعاد الجماهير وأيضا لتأبين ضحايا الكارثة. منتخب زامبيا لم يكن ضمن قائمة الترشحيات للفوز بالبطولة، فهو لايضم نجوما في اندية أوروبية شهيرة فمثلا رينفورد كالابا أخطر لاعبي الفريق يلعب في نادي مازيمبي بالكونغو الديمقراطية، وقائد الفريق كريستوفر كاتونغو يلعب في الصين والهداف إيمانويل مايكوا يلعب في سويسرا. لكن زامبيا فاجأت الجميع بكرة جماعية مميزة وتصدرت مجموعتها ثم أطاحت بالسودان في ربع النهائي، وأخيرا غانا في نصف النهائي. ويسعى منتخب زامبيا للفوز بلقبه الافريقي الأول بعد أن احتل المركز الثاني مرتين والمركز الثالث ثلاث مرات في النهائيات. الفرنسي هيرفيه رينار مدرب زامبيا يُنسب إليه الفضل في تشكيل فريق قوي وخطير يتسم باللعب الجماعي المنظم، وحتى الآن نجح في مهمته ووصل إلى النهائي ليقترب من تحقيق إنجاز تاريخي له كمدرب وللفريق الذي يقوده. وقال رينار في مؤتمر صحفي يوم الجمعة في ليبرفيل إن استعداداته لمباراة ساحل العاج لاتختلف عن الاستعداد للمباريات السابقة في البطولة و"لن نغير شيئا". وأوضح ردا على سؤال موفد بي بي سي، أنه صرح قبل البطولة بأنه "يجب الاستعداد لمهمة تبدأ في 21 يناير/ كانون الثاني وهو يريد أن ينهيها في 12 فبراير/ شباط موعد المباراة النهائية." وقال إن ذلك كان صعبا جدا، وإن حلم لعب المباراة النهائية في الغابون قد تحقق"وكل شعب زامبيا يحلم بالفوز بالكأس وأنا مثلهم". وبالنسبة للمباراة فقال إنه ستكون صعبة ، موضحا أن الترشيحات تصب في صالح ساحل العاج على أساس فارق المستويات، لكنه أضاف أن الوضع كان كذلك أمام غانا دون أن يحدث فارقا. وأوضح أنه تعرض كثيرا لضغوط وابتعد عن قراءة التعليقات الصحفية على مستواه في فترة كان يكافح فيها ليصنع لنفسه اسما في عالم التدريب. واعتبر أن الإعلام يعتبره الآن ، مع فرانسوا زاهوي أفضل مدربيّن في افريقيا، لكنه إذا فشل في نهائيات كأس الأمم القادمة فستزيد الانتقادات الموجهة إليه، وقال إنه إذا فاز بالكأس يوم الأحد فلن ينسى من وجهوا إليه الانتقادات. الروح المعنوية أما كريستوفر كاتونغو قائد الفريق فقال في المؤتمر الصحفي إن شيئا لم يتغير بعد التأهل إلى النهائي والروح المعنوية لدى الفريق مرتفعة كما كانت من قبل. وأشار إلى أن البعض قد يتحدث عن نقص الخبرات لدى الفريق قائلا" في قرارة أنفسنا لا نشعر بأننا أقل خبرة و75 في المئة من لاعبي الفريق سبق وشاركوا في نهائيات افريقيا". ومضى قائلا إن "اللاعبين سيقومون بنفس الشئ كل مرة أم بالنسبة لخطط اللعب فالمدرب هو المسؤول عنها." وأوضح أن اللاعبين سعداء بالتأهل إلى النهائي "ونتطلع إلى تقديم أفضل ما عندنا للفوز بالكأس". مؤكدا أن اللاعبين يريدون إسعاد شعب زامبيا. وأضاف كاتونغو أنه شخصيا ينتظر " اللحظة التاريخية" التي يرفع فيها كأس البطولة ويعود بها إلى زامبيا مؤكدا انها كقائد للفريق يتمنى أن يشارك في الفوز بالبطولة مؤكدا أن ذلك سيكون أمرا رائعا. وتعليقا على مواجهة ساحل العاج قال إنها "لحظة تحد بالنسبة لي فإذا أردت أن تكون على القمة فيجب أن تواجه العمالقة، ولن نكون على القمة إذا لم نواجه من يعتليها". وأشار إلى أن فريق زامبيا منذ بداية البطولة كان مجهولا بينما يمكن لكثيرين أن يضعوا تشكيل منتخب ساحل العاج الذي يعد بالنسبة للكثيرين صاحب الأفضلية. ومضى قائلا إن "لاعبي زامبيا يريدون أيضا أن يكونوا على القمة، وإنهم كما فازوا على غانا ، مخالفين كل التوقعات ، يؤمنون بقدرتهم على تكرار الأمر وإنهم سيبذلون أقصى جهد للفوز بالكأس." وضرب كاتونغو مثلا بمنتخب مصر قائلا إنه فاز بكأس افريقيا ثلاث مرات متتالية دون أن يضم في صفوفه نجوما محترفين في أندية أوروبية كبيرة. وأوضح أن من أهم مميزات الفريق اللعب الجماعي وروح الفريق وأيضا الدوافع النفسية مثل الرغبة في الفوز بالكأس تكريما لذكرى ضحايا كارثة الطائرة. وقال كاتونغو إنه لو لم يكن لديه حلم التأهل إلى النهائي لما وصلوا إلى هذا الدور، وأوضح أن اللاعبين يركزون في كل مرحلة من البطولة على الهدف منها والهدف الآن هو تحقيق حلم الفوز بالكأس. كينيدي مويني الحارس الذي كان له دور كبير في التأهل بصده ضربة جزاء في الشوط الأول من مباراة غانا قال أيضا أنه تأكد بعد نجاحه في صد الضربة أن فريقه سيفوز. ووصف مويني هذا التصدي لضربة الجزاء بأنه "يساوي مليون دولار" مؤكدا أنه "رفع كثيرا معنويات اللاعبين ومنحه إحساسا بأنه يساعد الفريق ويقوم بالدور المطلوب منه" ، "وفي النهاية الفوز منسوب للفريق بأكمله."