صرَّح الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي مصر، أن المنتدى الاقتصادي العالمي والذى يقام حاليا بدافوس فى سويسرا شهد حدثا استثنائيا، الأحد 29 يناير، حيث تم الاحتفال بتدشين إطلاق أول تقرير استراتيجى يرصد حالة الحوار بين الحضارات والأديان والثقافات، وأهم المغيرات الكبرى على المستويات الاقتصادية والدينية والإعلامية، بالإضافة إلى تأثير القيم الدينية فى هذه المتغيرات، ويحمل فى طياته رسالة تطمين للعالم بالتزام "مصر الأزهر" بالمنهج الوسطى الذى يلتزم بالثوابت والوسطية. وقال مستشار مفتى الجمهورية فى تصريحات له على هامش مشاركته فى المنتدى، إن إطلاق التقرير يعد أحد الأحداث الكبرى التى تعزز من دور دار الافتاء الريادى والعالمى فى مجال الحوار والتقارب والتفاهم بين الإسلام والغرب والذى لايتأتى إلا بالعلم والدراسة والجهد المتواصل بين المؤسسات المعنية وذلك مما دعا الدار ومؤسسة "ميديا تينور" العالمية إلى إنجاز هذا التقرير الذى يعتمد فى تحليله على المعاجلة الموضوعية الدقيقة المتعلقة بالتفاعل والتواصل بين العالمين الغربى والإسلامى، والتى تصب جميعها فى إطار البحث المشترك بين الحضارات والتغيير الإيجابى لمستقبل أفضل يسوده التفاهم والتعاون بين الناس. يشار الى أنه شارك فى حفل التدشين كل من "سليل شطى" الأمين العام لمنظمة العفو الدولية، و"ديارمويد مارتن" كبير اساقفة دبلن، والدكتور "دانيل شبير" مدير مشروع التفاوض بجامعة هارفارد والسيد "رولاند شاتس" المدير التنفيذى لمؤسسة "ميديا تنيور" للابحاث والدراسات والدكتور "ستيف كيلالا" رئيس مركز دراسات الاقتصاد والسلام باستراليا والذين أكدوا فى كلمتهم على أهمية مثل هذه التقارير فى فهم الواقع المتشابك فى عصر رفعت فيه الحواجز وأصبحنا نعيش فى جوار دائم ومستمر، مشيدين بالخطوة التى قامت بها المؤسستين بتوزيع نسخ من التقرير على الوفود المشاركة فى اجتماع دافوس . كما انتقد جميع المتحدثين بعض وسائل الإعلام الغربية التى شكلت تصورات ذهنية فى أذهان الكثير فى الغرب عن الإسلام وحضارته والتى كان لها أكبر الأثر فى صعود وتيرة الاسلاموفوبيا فى أوروبا الآن، وطالب الجميع بمزيد من الجهود البحثية والعلمية الرصينة فى هذا المجال . وأعلن السيد "رولاند شاتس" عن عقد سلسلة من الندوات والحلقات النقاشية حول التقرير بالتعاون مع دار الإفتاء المصرية في عدد من الهيئات والمراكز البحثية حول العالم ستبدأ الشهر القادم بمقر الأممالمتحدة بنيويورك وجامعة هارفارد الأمريكية بهدف توعية صناع القرار والقيادات السياسية والإعلامية والاقتصادية والأكاديمية بمحتوى التقرير وأهميته. يذكر أن التقرير الذى أصدرته دار الافتاء المصرية فى منتدى دافوس يقع فى 371 صفحة باللغة الانجليزية يتضمن 12 فصلا عن دور القيم الدينية فى المتغيرات العالمية ويرصد حالة الحوار بين الأديان فى العالم وأهم المؤسسات البحثية التى تعنى بمجال الحوار والتعايش ومفهوم القيادة من المنظور الدينى، ويتضمن التقرير أيضا رؤية عن الوضع الدينى فى مصر قدمها مستشار مفتى الجمهورية وتحمل رسالة تطمين للعالم بالتزام "مصر الأزهر" بالمنهج الوسطى الذى يلتزم بالثوابت والمبادئ.