تزايدت الدعوات المطالبة باستقالة سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) إثر تعليقات حول العنصرية أثارت حفيظة بعض المهتمين والمسؤولين الرياضيين، وخصوصا في بريطانيا. وقال بلاتر في تلك التعليقات إن ظاهرة العنصرية غير موجودة بين لاعبي كرة القدم، وإن أي حادث من هذا النوع داخل الملعب يمكن أن ينتهي بمصافحة بين اللاعبين بعد اختتام المباراة. وقد قال الكابتن السابق لمنتخب إنكلترا ريو فيرديناند إن تعليقات بلاتر وصلت إلى مستوى "الأضحوكة"، إلا أن بلاتر نفسه قال إن تعليقاته "فُهمت خطأ" وأنه ملتزم بمحاربة العنصرية في أوساط كرة القدم. لكن رئيس اتحاد لاعبي كرة القدم المحترفين في بريطانيا غوردن تيلور قال إن الوقت قد حان لمغادرة بلاتر منصبه رئيسا للفيفا. وكان بلاتر قد ذكر، في مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية، أنه لا توجد عنصرية في أوساط كرة القدم، مقللا من أهمية مشكلة الإساءات العنصرية التي يتعرض لها بعض اللاعبين داخل الملاعب، وأثناء ارتفاع درجة حرارة المباريات والتنافس. وأضاف أنه في حال وجود مثل تلك الملاحظات أو التعليقات بين اللاعبين، على المسؤولين الرياضيين جمع اللاعبين المعنيين وإقناعهم بالتراضي والمصافحة وإنهاء الخلاف بعد المباراة مباشرة. وتأتي تعليقات بلاتر على خلفية اتهام اتحاد كرة القدم الإنكليزي مهاجم فريق ليفربول الإنكليزي لويس سواريز بالإساءة العنصرية لباتريك إفيرا مدافع مانشستر يوناتيد، وهو أسود البشرة. وقال إفيرا في تصريحات للتلفزيون الفرنسي إن سواريز نعته بأوصاف عنصرية عشر مرات على الأقل خلال مباراة مع فريق ليفربول انتهت بالتعادل في إطار الدوري الإنكليزي الممتاز. وقال تيلور إن تعليقات بلاتر "خالية من اللياقة وغير مناسبة في هذا الوقت، ومن الغريب أن يقول بلاتر كلاما كهذا لأنه عمل بجهد من أجل تبني الفيفا أجندة لمكافحة ظاهرة العنصرية". لكن بلاتر حاول السيطرة على الجدل الناتج عن تعليقاته تلك، وقال، في بيان صدر عنه، إنه "ملتزم بمحاربة هذا الوباء وتخليص الملاعب منه، وإن ما حاولت التعبير عنه هو أن يعتذر من أساء إلى الآخر بعد المباراة ويصافحه لينتهي الأمر عندئذ".