زاد كتاب لا يزال تحت الطبع من الغموض الذي يلف مقتل زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، إذ يحكي قصة الغارة التي قتل فيها، مستندا إلى مقابلات مع عناصر من القوات الخاصة شاركوا في الهجوم. وقال مسؤول أمريكي لشبكة CNN إنه تم استجواب كل عضو من أعضاء فريق البحرية الأمريكية الذي نفذ الغارة حول ما إذا كانوا تحدثوا حول الهجوم مع الكاتب تشاك بفارير، أحد جنود البحرية الأمريكية السابقين، ومؤلف الكتاب. وأشار المسؤول الذي له صلة مباشرة باستجوابهم، في حديث لCNN إلى أن أفراد فريق البحرية نفوا التحدث إلى المؤلف، والذي سيصدر كتابه بعنوان "كواليس بعثة قتل أسامة بن لادن،" الأسبوع المقبل. والكتاب من عدة فصول ويتحدث عن مهمات عديدة للبحرية، مع الكثير من التركيز على مقتل بن لادن، ويقول مؤلفه إنه تحدث أيضا مع المتعاقدين الذين عملوا على التحضير لهذه المهمة. وفي مقابلة عبر الهاتف مع CNN، قال بفارير انه تحدث مباشرة مع العديد من أعضاء فريق العملية السرية، وأضاف "بالتأكيد تحدثت معهم،" واصفا المحادثات بأنها "وجها لوجه." والفريق، المعروف من قبل العديد بأنه "فريق سيلز الستة،" هو واحد من أكثر الوحدات سرية في الجيش، ونادرا ما تناقش عملياته التي تعد الأكثر سرية في أعمال الجيش الأمريكي. ورغم أن مسؤولي الإدارة سرعان ما أطلقوا عددا من المعلومات حول الهجوم بعد وقت قصير من إعلان وفاة بن لادن من قبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إلا أن قادة القوات الخاصة أمروا الفريق بعدم التحدث عن العملية. وقال كين ماكغرو المتحدث باسم قيادة القوات الخاصة "لا القوات الخاصة ولا أي من عناصرها أعطوا الإذن لأي عضو من أعضاء قوات العمليات الخاصة لإجراء مقابلات حول العملية التي أسفرت عن وفاة اسامة بن لادن.. وعلى حد علمي لم يطالع أحد ذلك الكتاب." غير أن بفارير قال إنه دخل في أحاديث لإعادة تمثيل بعض الأحداث في الكتاب، حيث نقل مباشرة من كبار المسؤولين المعنيين في الهجوم من بينهم الأدميرال وليام مكريفين، الذي كان في ذلك الوقت قائدا للقيادة العمليات الخاصة المشتركة التي تدير العملية. وفي مثال على تلك التفاصيل، يروي بفارير ما وصفه بأنه لقاء سري بين مكريفين، وضابط في وكالة الاستخبارات المركزية، وشخص آخر هو قائد "فريق سيلز الستة،" الذي قال إنه أطلق عليه اسما مستعارا هو "سكوت كير" من أجل حمايته. ووفقا لبفارير، لم يكن هناك سوى هؤلاء الرجال الثلاثة في الغرفة، ويقتبس المؤلف عن مكريفين تفاصيل الترتيبات الأمنية في مجمع بن لادن، وأوامر من قبل وكالة الاستخبارات المركزية لبدء التخطيط للهجوم واستخدام الأقمار الصناعية من قبل مكتب الاستطلاع القومي. وعقد الاجتماع في قاعة مؤتمرات مؤمنة تقع تحت الأرض في مقر قيادة العمليات الخاصة المشتركة في قاعدة فورت براغ بولاية كارولينا الشمالية، وفقا للكتاب، غير أن مصدرا عسكريا أبلغ CNN بأن لا وجود لمنشأة من هذا القبيل تحت الأرض. وينسب بفارير إلى مكريفين قوله إن "مكتب الاستطلاع الوطني نشر قمرا صناعيا فوق المكان، حيث حصلنا على قياس ظله (بن لادن)، وطوله أكثر من ستة أقدام." وفي أجزاء أخرى من الكتاب، يدحض بفارير الرواية الرسمية للأحداث. فقد قال مسؤولون إن طائرات هليكوبتر تقل جنودا هبطت على الأرض في المجمع رغم أن الخطة الأولية دعتهم إلى النزول بالحبال من المروحيات وهي تحوم. وجاء التغيير في الخطط بعد اصطدمت أول مروحية بجدار المجمع، وبعد ذلك خرج أعضاء الفريق بسرعة وبدأوا الهجوم من الأرض، وفقا لرواية الحكومة. غير أن بفارير يقول إن مصادره أكدت أن حادث الاصطدام حصل بعد نزول أعضاء فريق البحرية، وأن مروحية أخرى كانت تحوم فوق السطح وأنزلت القوات إلى الطابق العلوي من المبنى، وقتلوا بن لادن في غضون دقيقتين. ويقول بفارير إنه ألف هذا الكتاب لأنه رأى أن المسؤولين في الإدارة المدنية "فقدوا السيطرة على السرد،" في تصريحاتهم العامة الأولية حول هذه المهمة.