حمّلت استشارية نفسية القائمين على أجهزة الإعلام بالقنوات التلفزيونية والفضائية الخليجية بشكل خاص مسئولية ما يتعرض له الأطفال من عنف من أقرانهم نتيجة مشاهدتهم مشاهد العنف من خلال برامج وأفلام تبث عبر شاشاتها الصغيرة، مما يكسبهم العادات السيئة وترك أثر سيئ في نفوسهم. وقالت استشارية الطب النفسي الدكتورة أمل أبو العينين ل (عناوين)"إن مسئولية النتائج المخيفة التي ينتظرها الأطفال المدمنون على متابعة تلك الأفلام يتحملها أولاً القائمون على الأجهزة الإعلامية التي تبثها، وثانياً الأهل لغياب رقابتهم عن أطفالهم". وأضافت أبو العينين"الأهل يتحملون المسئولية من خلال سماحهم للأطفال بمشاهدة البرامج التي لا تتناسب مع قدرتهم على الاستيعاب والتحليل وأخذ العبرة منها، خاصة أفلام الفيديو المليئة بمشاهد العنف وقصص البطولات الخارقة والمناظر الدموية البشعة"، منوهة إلى أن مشاهدة مثل هذه الأفلام تسهل على الأطفال، بحكم تعودهم على مشاهدتها، قبول تلك المشاهد التمثيلية على أنها حقيقة واقعية ومحاولة تقليدها لتكون النتائج مدمرة وسيئة للأطفال وأسرهم على السواء. وأشارت الدكتورة أمل أبو العينين إلى أن مشاهد الفتك والبطش والإجرام وصور الأشلاء الممزقة والدماء المراقة بقسوة تؤثر في الإنسان البالغ المميز وتبعث في نفسه التقزز، لكنها بالنسبة للأطفال أكثر تأثيراً وسوءا لأنها تحمل بذور التشويه النفسي والعبث الأخلاقي بما في ذلك من آثار وخيمة على المستويين النفسي والأخلاقي في مستقبل الحياة بالنسبة للطفل. وقالت أبو العينين ل (عناوين):إن صور اعتداء الأطفال على بعضهم متعددة منها الاستهزاء والتخويف والتحقير من شأن الآخر ورميه بألقاب معينة لها علاقة بالشكل أو الأصل كالقبيلة أو البلدة التي ينتمي إليها وكذلك الضرب، مضيفة "عادة ما يكون الطفل المعتدى عليه ضعيفا لا يقدر على المجابهة وبالذات لو اجتمع عليه أكثر من شخص، مشيرة إلى أن الاعتداءات غالباً تحدث بعيدة عن أعين الكبار مثل أن تكون في فسحة المدرسة أو بين الحصص أو في طريق الطفل إلى المدرسة أو المنزل". وحول آثار تلك الاعتداءات على الطفل أوضحت أن لها أضرارا نفسية وسلوكية كالشعور بالإحباط والاكتئاب والوحدة، إضافة إلى التدخين وإدمان المخدرات و الاضطراب في تكوين شخصيته بحيث يصبح متواكلا على الغير وعدم الثقة بالنفس وتخريب الممتلكات والسرقة. وأضافت"هناك أيضاً أضرار اجتماعية كصعوبة التواصل مع الآخرين والشعور بالحقد والكراهية للمجتمع وتولد العنف لدى الطفل والاعتداء على الآخرين بالقول أو الفعل.