تبنَّت اللجنة الوزارية العربية في ختام اجتماعها في العاصمة القطرية الدوحة، الأحد 30 أكتوبر، ورقة عمل لوقف العنف في سورية، وطلبت دمشق مهلة تنتهي الإثنين 31 أكتوبر للرد عليها. وأفاد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن الخطة العربية تتضمن سحب الآليات العسكرية من الشارع ووقف العنف فورا وبدء حوار بين النظام ومكونات المعارضة في القاهرة. وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في تصريحات للصحفيين إن الاجتماع - الذي ترأسه من الجانب السوري وزير الخارجية وليد المعلم - اتسم بالجدية والصراحة. وأكد المسؤول القطري أن أمام دمشق مهلة حتى الإثنين للرد على اقتراح اللجنة. كما حذر القيادة السورية ضمنا من "اللف والدوران"، داعيا إلى خطوات ملموسة وسريعة في سورية لتجنب "عاصفة كبيرة"، حسب وصفه. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عنه قوله إننا ننتظر من الرئيس السوري بشار الأسد ردا الإثنين على الخطة التي اقترحتها الجامعة لإنهاء دائرة العنف في سورية. وأضاف: "لقد اتفق الفريق الوزاري العربي على اقتراح جدي لإيقاف القتل وكل أشكال العنف في سورية". وكانت اللجنة الوزارية المكلَّفة من قبل الجامعة العربية بمتابعة الأزمة في سورية قد بدأت اجتماعاتها مساء الأحد في العاصمة القطرية الدوحة، وذلك بحضور وزير الخارجية السوري، وليد المعلم. وحضر الاجتماع أيضا وزراء الخارجية العرب الأعضاء في اللجنة، والذين التقوا الأربعاء الماضي الرئيس الأسد في العاصمة السورية دمشق ضمن مهمتهم التي حددتها الجامعة بالعمل على وقف العنف في سورية والبدء بحوار بين السلطة والمعارضة. ووجَّهت اللجنة الوزارية مساء الجمعة الماضي "رسالة عاجلة" إلى الأسد أعربت فيها عن "امتعاضها لاستمرار عمليات القتل" في سورية، وطالبت بفعل "ما يلزم لحماية المدنيين". وسرعان ما جاء الرد من الخارجية السورية التي وجَّهت انتقادا مباشرا إلى اللجنة وإلى رئيسها حمد بن جاسم. وأضاف بيان الخارجية "كان من المفترض برئيس اللجنة الوزارية بالجامعة العربية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الاتصال بوزير الخارجية السوري للاطلاع على الرواية الحكومية للأحداث قبل الإعلان عن موقف للجنة تروج له قنوات التحريض المغرضة". كما قال الرئيس السوري بشار الاسد إنه مستعد للتحدث إلى المعارضة. وقال الرئيس السوري في مقابلة مع التلفزيون الروسي "نحن نتعامل مع الجميع، مع كل القوى الموجودة على الساحة، كل القوى الموجودة سابقا والتي وجدت خلال الأزمة لأننا نعتقد أن التواصل مع هذه القوى الآن مهم جدا". وقال الأسد "لدينا المئات من الشهداء في الجيش والشرطة والأمن"، وتساءل "كيف قتلوا؟ هل قتلوا من خلال المظاهرات السلمية أم قتلوا من خلال الصراخ في المظاهرات أم قتلوا بسلاح؟ فإذن نحن نتعامل مع مسلحين". وأفادت صحيفة القبس الكويتية الأحد نقلا عن مصادر عربية "واسعة الاطلاع" أن الوزراء العرب الذين زاروا دمشق الأربعاء الماضي حذروا الرئيس الأسد من إمكانية خروج الأزمة السورية من الإطار العربي وتدويلها، وطالبوه بوقف العنف فورا.