انتشلت قوات الانقاذ المدنيه التركيه فتى في الثانية عشرة من عمره حيا من بين انقاض مبنى بعد اكثر من 108 ساعات على الزلزال الذي ضرب شرق تركيا وأودى بحياة 576 شخصا وشرد آلاف الاشخاص الذين فاقمت الامطار والثلوج تدهور اوضاعهم. وبدت بارقة امل بإنقاذ الفتى فرحات توكاي في الساعات الاولى من الصباح مع مواصلة فرق الاغاثة العمل على مدار الساعة في درجات حرارة دون التجمد بعد الزلزال الذي بلغت شدته 7.2 درجات في محافظة فان.
وكان الامل تضاءل في العثور على مزيد من الناجين عندما تم انقاذ الفتى "عمدت باداك" البالغ من العمر 18 عاما من الركام في ارجيس مساء الخميس الماضي بعد محنته التي ربت على مئة ساعة.
غير ان الصور التلفزيونية اظهرت احد عمال الاغاثة وهو يضع راحتيه فوق عيني فرحات اثناء اخراجه الى النور لحمايته من وهج الاضواء الكهربائية الساطعة التي سلطت على موقع الانقاذ.
وهرعت فرق الانقاذ بالناجيين الصغيرين الى مستشفى ميداني في بلدة ارجيس حيث نقلا بحسب تقارير اعلامية لاحقا جوا على متن مروحية الى مستشفيات قريبة لتلقي مزيد من العلاج.
وبحسب احدث تقارير هيئة الطوارئ الحكومية انتشل حتى الان 187 شخصا احياء من بين الانقاض.
وبينما ارتفعت محصلة القتلى الى 576 شخصا حتى مساء الجمعة 28 اكتوبر، صرحت الهيئة بأن ما مجموعه 2608 اشخاص اصيبوا جراء الزلزال وكانت بلدة ارجيس الاشد تضررا حيث قال المسؤولون ان ثمانين مبنى انهارت.
كما تواصل هطول الثلوج في المحافظة امس الجمعة، ما اضاف الى معاناة الناجين الذين اضطروا للبقاء في الخيام خشية انهيار الابنية جراء هزات ارتدادية محتملة.
وعمت الشكاوى من تباطؤ جهود الانقاذ في المناطق المتضررة ذات الغالبية الكردية.
واعترف رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان باخفاقات في التعامل مع الكارثة على الفور لكنه بعث بربع وزرائه للاشراف على عمليات الاغاثة في المحافظة وتخلى عن معارضته السابقة لتلقي المساعدات من الخارج.
وكانت اسرائيل وارمينيا بين البلدان التي قدمت مساعدات للضحايا الاتراك، وهما البلدان اللذان لا تربط انقرة علاقات جيدة بهما.
كما تعهدت السعودية بتقديم 50 مليون دولار كتبرعات لضحايا الزلزال، حسبما صرحت وكالة الانباء السعودية الرسمية.
في تلك الاثناء، استمرت معاناة الناجين جراء الثلوج والامطار التي احالت بعض المخيمات الى ساحات موحلة.
واعلن الرئيس عبدالله غول يوم الجمعة الماضي الغاء الاحتفالات التي كانت مقررة امس في ذكرى قيام الجمهورية في 29 اكتوبر 1923، منتقدا في الوقت نفسه «الاهمال واللامسؤولية» وسوء الرقابة على الانشاءات ما يؤدي الى بناء مبان «رديئة النوعية».