بعد سلسلة ردود اتسمت بالتهديد والوعيد، بدأت طهران بتغيير موقفها بشأن اتهامها بالتورط في "مؤامرة" قال مسؤولون أمريكيون إنها كانت تستهدف السفير السعودي في واشنطن، حيث طلبت الخارجية الإيرانية من الولاياتالمتحدة الكشف عما لديها من أدلة بخصوص المؤامرة المزعومة. وجدد وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، نفي تورط بلاده في تلك المؤامرة، كما نصح، في تصريحات للصحفيين أوردتها وكالة الأنباء الرسمية "إرنا"، الإثنين 17 أكتوبر، المسؤولين في السعودية، ب "التحلي بالحيطة والحذر، للحيلولة دون الوقوع في الفخ الأمريكي". وقال صالحي إنه "من المؤكد أن المسؤولين السعوديين يدركون بأن هدف الولاياتالمتحدة، من طرح هذا السيناريو، هو إيجاد الفرقة والشقاق بين دول المنطقة"، وأضاف أن "الجمهورية الإسلامية برهنت منذ انتصار الثورة الإسلامية، بأنها نظام عقلاني وإنساني، مبني على الأخلاق السياسية، وأن تعاطيها مع الآخرين عقلاني يتسم بالحكمة". وتابع أن "المزاعم المطروحة لا أساس لها من الصحة، وتتعارض مع ذكاء إيران وأجهزتها الأمنية"، ووصف بلاده بأنها "من ضحايا الإرهاب"، وذكر أنها "لم تنفذ حتى الآن أي عملية إرهابية"، وقال إن السيناريو الأمريكي يفتقد إلى أي مصداقية، كما اعتبر أن الأمريكيين يحاولون "حرف أفكار الرأي العام لتحقيق مكاسب" سياسية. وأكد وزير الخارجية الإيراني أن بلاده "ستتعاطى بصبر مع هذا الموضوع"، وقال: "إننا على استعداد للتعاطي بصبر مع هذا الموضوع، حتى لو كان مفبركاً، وقد دعونا الأمريكيين كي يضعوا المعلومات التي بحوزتهم حول هذا السيناريو، تحت تصرفنا". وكانت السلطات الأمريكية قد أعلنت سابقا أنها أحبطت "مخططاً إرهابياً داخل الولاياتالمتحدة، يبين تورط إيران فيه"، بحسب ما ذكر مسؤول أمريكي، موضحاً أن الخطة المزعومة تمت بتوجيه من عناصر في الحكومة الإيرانية، وتستهدف اغتيال السفير السعودي لدى واشنطن، عادل الجبير. وفي طهران، ندد مسؤولون إيرانيون بما وصفوه "سيناريو أمريكي فاشلا"، يهدف إلى إجهاض "الصحوة الإسلامية"، التي تشهدها دول الشرق الأوسط، من خلال اتهام طهران بالتورط في مخطط لاغتيال السفير السعودي، وتفجير سفارتي السعودية وإسرائيل في واشنطن. كما قامت الخارجية الإيرانية باستدعاء السفير السويسري، باعتبار أن سفارته ترعى المصالح الأمريكية لدى طهران، ووصف صالحي اتهامات واشنطن لبلاده ب "السيناريو الفاشل سلفاً"، وقال إن "العار والخزي سيكون من نصيب معدي ومخططي هذا السيناريو". وفي الأممالمتحدة، وصف ممثل إيران الدائم في المنظمة الدولية، محمد خزاعي، مزاعم تورط إيران بمؤامرة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن، بأنها "خاوية، ولا أساس لها"، كما اعتبر أنها ليست إلا مجرد "كذبة كبرى". من جانبها، أعلنت الخارجية الأمريكية عزمها إرسال مبعوثين إلى روسيا وتركيا والصين، لعرض الأدلة الموجودة حول المخطط الإيراني لاغتيال السفير السعودي لدى الولاياتالمتحدة. وفور الكشف عن المخطط، أدانت السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي "محاولة اغتيال السفير السعودي لدى الولاياتالمتحدة"، ووصفت الرياض المحاولة بأنها لا تتفق مع القيم والأخلاق الإنسانية السوية، فيما اعتبرها الأمين العام لدول مجلس التعاون، عبد اللطيف الزياني، "انتهاكاً سافراً ومرفوضاً" لكل القوانين والاتفاقيات والأعراف الدولية.