استدعت إيران أمس الأربعاء السفير السعودي لديها، للمرة الثانية في غضون أسبوع، على خلفية التهم الأميركية حول تورطها في مؤامرة مزعومة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير، كما انتقدت في الوقت نفسه تقريرا للأمم المتحدة اتهمها بتصعيد انتهاكات حقوق الإنسان، وهاجمت واشنطن ولندن لدورهما في هذا الشأن. وأكد أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني للسفير السعودي ضرورة أن تلتزم الرياض بالحذر في تصريحاتها بشأن هذه التهم الأميركية ضد إيران، وفقا لبيان صحفي من وزارة الخارجية. وقال عبد اللهيان للدبلوماسي السعودي إنه يجب تجنب أي تصريحات وردود غير مناسبة من قبل المسؤولين السعوديين فيما يتعلق بالسيناريو الأميركي الذي اعتبر أنه لا أساس له على الإطلاق. وشدد المسؤول الإيراني على ضرورة عدم السماح للولايات المتحدة بتعريض الأمن الدولي للخطر بتوجيه اتهامات لا أساس لها، وبالتالي يتعين أن يكون لكل دولة نهجا مسؤولا تجاه هذه الاتهامات. ونقل البيان عن السفير السعودي قوله إنه سينقل وجهة نظر طهران إلى حكومته. وكان وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي قد حذر السعودية الاثنين من إحالة القضية إلى مجلس الأمن الدولي، مؤكدا أن الاتهامات الأميركية تهدف إلى زرع الفرقة والشقاق بين دول المنطقة. ولم يطالب الرئيس الأميركي باراك أوباما بفرض عقوبات جديدة صارمة على إيران فحسب، بل قال أيضا إن الخيارات الأخرى ممكنة. وإذا تمت إحالة القضية إلى مجلس الأمن، فقد تواجه إيران مزيدا من العقوبات بالإضافة إلى العقوبات المفروضة عليها بالفعل بسبب برنامجها النووي. وقال صالحي أول أمس الثلاثاء إن إيران طلبت من الولاياتالمتحدة مرتين تقديم المعلومات اللازمة عن المشتبه فيه الرئيسي، منصور أرباسيار لكنها لم تتلق ردا حتى الآن. وتساءل صالحي أيضا لماذا حرم أرباسيار من حقه في الاتصال بالقنصلية ولماذا لم يعين له محام بعد. وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر إنه ليس لديه علم بتلقي مذكرة رسمية من الإيرانيين تطلب الاطلاع على الأدلة الأميركية في هذه القضية. انتقاد وهجوم من جهة أخرى انتقدت طهران بشدة الأربعاء تقريرا لمحقق للأمم المتحدة قال إن انتهاكات حقوق الإنسان في إيران في تزايد على ما يبدو، وألقت اللوم على الولاياتالمتحدة وأوروبا في التقييم السلبي لطهران. وقال إسحاق الحبيب نائب سفير إيران لدى الأممالمتحدة إن التقرير يتضمن مزاعم مبالغا فيها وباطلة وتستند إلى مصادر ضعيفة. كما رفض الحبيب النتائج التي توصل إليها التقرير، قائلا إن قرار الجمعية بتعيين مقرر خاص هو في المقام الأول نتاج نهج متحيز وطموح سياسي لبلدان معينة ولا سيما الولاياتالمتحدة وحلفائها الأوروبيين. وقال حسبما ما جاء في نص مكتوب لكلمته أمام اللجنة الثالثة للجمعية العامة -التي تشرف على قضايا حقوق الإنسان-إن الولاياتالمتحدة التي وصفها بأنها العدو الرئيسي لإيران لا تألو جهدا في خداع المجتمع الدولي بمعلومات مختلقة ومضللة. وأضاف الحبيب أنه ينبغي لهذا البلد أن ينظر إلى تاريخه الأسود وسجله من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان لا في الداخل فحسب، بل في الخارج أيضا وأن يعمل على تصحيحها. وقال إن بريطانيا يجب أن تعالج مشكلاتها الإنسانية المتصلة بشعبها الذي احتج في شتى أنحاء ذلك البلد ليظهر استياءه. وقال مقرر الأممالمتحدة الخاص لحقوق الإنسان أحمد شهيد وهو من جزر المالديف في تقرير للجمعية العامة للأمم المتحدة نشر في وقت سابق من هذا الأسبوع إن الحكومة الإيرانية لم تسمح له بزيارة إيران خلال إعداده للتقرير.