لم تنتهِ متاعب مدير صندوق النقد الدولي السابق دومنيك ستراوس-كان بعودته إلى فرنسا، بعد أن أسقط عليه القضاء الأميركي تهمة الاغتصاب في الولاياتالمتحدة، فقد وجد في انتظاره قضية أخرى في انتظاره، إذ تتهمه كاتبة فرنسية بالتحرش بها ومحاولة اغتصابها قبل نحو ثماني سنوات. وأثارت المسألة جدلاً كبيراً في الأوساط السياسية والإعلامية، وقامت الكاتبة تريستان بانون، 32 عاماً، بحملة إعلامية واسعة لإقناع الرأي العام بصدق مزاعمها، وفي هذا الصدد أصدرت كتابا بعنوان «حلبة المنافقين» تسرد فيه وقائع الحادثة وكيف غيرت مجرى حياتها. ولم يرد اسم ستراوس كان في الكتاب واستبدلت شخصيته ب«الخنزير». وتقول بانون، «قبل ثماني سنوات سرق الخنزير حياتي»، مضيفة «لقد عرضت علي مبالغ كبيرة للظهور على قنوات تلفزيونية أميركية»، لكنها رفضت. ويذكر أن الشرطة في باريس كانت قد رتبت مواجهة، كما جرت العادة في مثل هذه القضايا. ولكن ستراوس-كان رفض الاعتذار للكاتبة عن فعلته، كما تقول هذه الأخيرة «لم يجرؤ حتى النظر في وجهي». وقد طبعت الشركة الناشرة للكتاب 40 ألف نسخة على أمل أن تلقى القصة إقبالاً كبيراً من قبل القراء الفرنسيين نظراً لحساسية الموضوع. وظهرت هذه القضية إلى الواجهة بعد توقيف الزعيم الاشتراكي في منتصف مايو الماضي في نيويورك بتهمة اغتصاب موظفة تنظيف في فندق سوفيتال بنيويورك. كما طالت بصفة غير مباشرة السكرتير الأول السابق للحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند الذي يتصدر استطلاعات الرأي في هذه الانتخابات التمهيدية، والذي بحسب بانون قد يكون علم بهذه الحادثة بواسطة والدة الكاتبة وهي نائبة عن الحزب الاشتراكي. وفي الوقت الذي تلقى بانون تأييداً واسعاً من طرف الجمعيات النسائية وخصوم ستراوس-كان، يعتقد كثيرون في فرنسا وخارجها أن الكاتبة والإعلامية الشابة تسعى للشهرة، ويشككون في مصداقيتها لأنها تأخرت كثيراً لتعلن عن حاثة الاغتصاب. وقال إعلاميون إنه كان من الأحرى أن تبادر بالإبلاغ فوراً بدلاً من الانتظار ثماني سنوات لكشف هذا السر.