أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الجمعة عن أمله في إمكانية تحقيق تقدم جاد في عملية السلام في الشرق الأوسط هذا العام وقال إن على الإسرائيليين والفلسطينيين أن "يبدوا الجدية"في تقديم تنازلات صعبة. وكرر أوباما نداءه لإسرائيل بوقف التوسع في المستوطنات بالضفة الغربية، لكنه قال أيضا إن على الفلسطينيين أن يحسنوا الأمن ويقضوا على الفساد. وقال أوباما إن هذه الأمور وأمورا أخرى إن لم تحل فسيجد الإسرائيليون "صعوبة في المضي قدما". وقال الرئيس الأمريكي "على الفلسطينيين أن يعملوا بجدية على تحقيق المناخ الأمني الذي تحتاج إليه اسرائيل لتشعر بالثقة.سيكون على الإسرائيليين أن يتخذوا بعض الخطوات الصعبة". وكان أوباما الذي يرى أهمية التقدم على المسار الإسرائيلي الفلسطيني لإصلاح صورة الولاياتالمتحدة الملوثة أمام العالم الإسلامي يتحدث بعد يوم من إعلانه عن "بداية جديدة"بين العالم الإسلامي والولاياتالمتحدة. وقال أوباما في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل في مدينة دريسدن بشرق ألمانيا التي يزورها في جولة يزور فيها أربع دول في الشرق الأوسط وأوروبا "أنا واثق من أننا إذا ثابرنا..يمكننا أن نحقق بعض التقدم الجاد هذا العام". وقال أوباما "اللحظة مواتية الآن لنا كي نتحرك بشأن ما نعرف جميعا أنه الحقيقة وهو أن كل طرف سيكون عليه أن يقدم تنازلات صعبة". ويزور أوباما ألمانيا في محطته الثالثة في رحلته التي يزور فيها أربع دول وبدأها بزيارة للمملكة العربية السعودية ثم مصر حيث ألقى خطابا مهما موجها للعالم الإسلامي يوم الخميس.ويتوجه الرئيس الامريكي يوم السبت إلى فرنسا حيث يحضر احتفالا لإحياء الذكرى الخامسة والستين لقتلى الحرب العالمية الثانية. ويكرم أوباما ذكرى ضحايا الحرب العالمية الثانية وضحايا محرقة النازي حين يزور معسكر اعتقال بوشنفالد بصحبة ميركل، وكان أحد أجداد الرئيس الأمريكي قد شارك في تحرير معسكر بوشنفالد الذي أقامه النازي قرب فيمار حيث تشير التقديرات إلى مقتل ما يقرب من 56 ألف شخص. وكان أوباما قد أعطى لحل الصراع الاسرائيلي -الفلسطيني أولوية في سياسته الخارجية وانغمس منذ بداية ولايته في سياسات الشرق الأوسط . ولم تول سياسة الرئيس السابق جورج بوش تجاه قضية السلام في الشرق الأوسط اهتماما كافيا حتى وقت متأخر من ولايته.واعتبر المسلمون الرئيس بوش منحازا لإسرائيل. وقالت ميركل "أعتقد أنه مع الإدارة الأمريكيةالجديدة ومع الرئيس أوباما هناك فرصة فريدة لإحياء عملية المفاوضات". ورفض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يواجه ضغوطا سياسية من اليسار واليمين داخل إسرائيل مطالبة الرئيس الأمريكي بتجميد البناء في المستوطنات ولم يعلن تأييده لحل إقامة الدولتين الذي يعد ركنا من أركان السياسة الأمريكية. وقال "لم نر بعد التزاما قويا من السلطة الفلسطينية بأن يسيطروا على أجزاء من المناطق الحدودية التي ستكون إسرائيل قلقة بشأنها اذا كان هناك حل على أساس دولتين". والى جانب مشكلة الشرق الأوسط ناقش أوباما مع ميركل موقف البلدين من إيران والأزمة المالية العالمية والتغير المناخي ومصير المعتقلين في معسكر جوانتانامو. ويتمتع أوباما بشعبية جارفة في ألمانيا ولكن العلاقات بين واشنطنوبرلين لم تسر بسلاسة منذ تولي أوباما الحكم في الولاياتالمتحدة في يناير الماضي. وكانت ميركل قد منعت أوباما من إلقاء خطاب أمام بوابة براندنبرج الصيف الماضي خلال حملته الانتخابية في سبتمبر وعارضت الضغط الأمريكي لاستقبال معتقلين سابقين من معتقل جوانتانامو نكما عارضت إرسال مزيد من القوات الى أفغانستان. قصر المدة التي يقضيها أوباما في ألمانيا وقراره بعدم الذهاب إلى برلين قادا إلى تكهنات بوجود خلافات بين البلدين إلا أن أوباما نفى هذه التكهنات التي وصفها بالجامحة. وقال أوباما "حقيقة الأمر هي أن العلاقة بين دولتينا وحكومتينا رائعة".