واصل الرئيس باراك اوباما مساعيه لدفع عملية السلام في الشرق الاوسط، وأعلن عقب محادثاته مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في دريسدن امس ان الوقت حان للتحرك، معرباً عن امله في تحقيق تقدم جاد خلال السنة الجارية. وكرر انه لا يريد العمل على عزل ايران وانما فتح حوار موسع معها، مشددا على ضرورة منع قيام سباق تسلح نووي في الشرق الاوسط. واكد اوباما، خلال مؤتمر صحافي مع ميركل ان «اللحظة أتت لكي نحل الازمة (في الشرق الاوسط) ويقدم الطرفان تنازلات». وقال ان ادارته «ستعمل في الاسابيع المقبلة على تحقيق النقاط المقترحة لحل الازمة على قاعدة الدولتين». واضاف: «انا واثق من اننا اذا ثابرنا ... يمكننا تحقيق بعض التقدم الجاد هذه السنة». وطالب الرئيس الاميركي اسرائيل ب «اتخاذ بعض الخطوات الصعبة» ووقف الاستيطان رغم «تفهمه صعوبة ذلك»، كما طالب الفلسطينيين بوضع حد للتصريحات التي تحض على كراهية اسرائيل والقضاء على الفساد و«العمل بجدية على تحقيق المناخ الامني الذي تحتاجه اسرائيل لتشعر بالثقة»، مؤكدا ان الرئيس محمود عباس احرز بعض التقدم «لكنه غير كاف». وقال انه يريد ان يكون العرب مستعدين لاقامة «تبادل تجاري وديبلوماسي» مع اسرائيل في حال التزمت السلام. لكن الرئيس الاميركي اضاف ان الولاياتالمتحدة لا تستطيع اجبار الافرقاء على صنع السلام، بل يمكنها فقط مساعدتهم في تجاوز الخلافات، مضيفا: «اوجدنا فضاء، مناخا لاستئناف المفاوضات». ولفت مراقبون الى ان المستشارة تمايزت عن ضيفها بذكر ان الحل المنشود يجب ان يحافظ على «يهودية اسرائيل»، فيما لم يتطرق اوباما الى ذلك البتة. واتفق اوباما وميركل على مواصلة التعاون الوثيق والبنّاء في الملف الايراني، اضافة الى التعاون السياسي والعسكري في افغانستان لمحاربة الارهاب ودعم الحكومة ومساعدة باكستان. كما اتفقا على التعاون لحماية البيئة والمناخ ومواجهة الازمة المالية والاقتصادية في العالم. وخيمت على الزيارة ملفات خلافية على رأسها رفض المانيا استقبال عدد من سجناء غوانتانامو، وهو امر سعى الجانبان خلال المؤتمر الصحافي الى التقليل من شأنه، فيما اكتفت ميركل بالقول انها مقتنعة بأن «حلا ما سيتم التوصل اليه». في الوقت نفسه، نفى اوباما وميركل بشدة انباء عن توتر شخصي بينهما بعد ان رفض اوباما زيارة برلين على خلفية رفض المستشارة السماح له بالقاء خطاب امام بوابة براندنبورغ التاريخية عندما كان مرشحاً للرئاسة، تحسباً لغضب الرئيس السابق جورج بوش. ويعتقد المراقبون بان هذا هو سبب اختيار اوباما زيارة دريسدن بدلا من برلين. وزار اوباما كنيسة «فروان كيرشه» (كنيسة النساء) وسط دريسدن، كما زار معسكر «بوخنفالد» النازي، ليكون بذلك اول رئيس اميركي يزور المعسكر، قبل ان يعرج على المستشفى العسكري الاميركي في لاندستهوت للاجتماع مع القوات الاميركية في المانيا. ومن المقرر ان يتوجه اليوم الى فرنسا لحضور احتفالات ذكرى الانزال العسكري البحري للحلفاء لتحرير فرنسا من الاحتلال النازي.