تستضيف العاصمة القطرية، خلال افتتاح مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي المقبل، العرض العالمي الأول لفيلم «الذهب الأسود» الذي يروي حكاية ملحمية في التاريخ العربي. ويعد الفيلم أحد أضخم المشروعات السينمائية التي تحكي عن المنطقة العربية، كما أنه يلقي نظرة واقعية على ثقافة وتاريخ الحياة في منطقة شبه الجزيرة العربية. وقال الشيخ جابر بن يوسف آل ثاني، عضو لجنة التحكيم في مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي، إن «صناعة فيلم الذهب الأسود تمثل خطوة مهمة من أجل ترسيخ الأسس والقواعد التي ستقوم عليها الصناعة السينمائية المتطورة هنا في قطر، ومن الناحية العملية، فإن هذا المشروع يمنح قطاع الصناعة المحلية فرصة للتعرف إلى مراحل إنتاج الأفلام كافة». أوأضاف «نأمل أن يسهم تقديم هذا الفيلم وعرضه أمام الجمهور من مختلف أنحاء العالم، ومن ضمنهم المتخصصون في صناعة السينما، في تمهيد الطريق أمام مستقبل الإنتاجات المشتركة التي تمنح المواهب العربية والقدرات الإبداعية فرصة للظهور على أفضل وجه، كما تتمثل رغبتنا في تقديم رسالة إلى العالم أجمع تخبرهم بوجود سوق سينمائية عربية مهمة في قطر وبلدان منطقة الشرق الأوسط كافة، وجمهور مهتم ومطلع على كل جديد في المجال السينمائي». أويشكل الفيلم منصة مهمة لإبراز المواهب العربية التي شاركت في هذا العمل العالمي، ومن بين هؤلاء الفنان القطري فهد الكبيسي الذي يقدم الأغنية الافتتاحية للفيلم، من خلال العمل مع جيمس هورنر الذي سبق له وألّف المقطوعات الموسيقية لقائمة طويلة من الأفلام العالمية، تتضمن «تيتانيك» و«تروي» و«آفاتار». وسجل الكبيسي أغنية تراثية بدوية للفيلم من تأليف القطري عبدالله المناعي. ومن المتوقع أن يوجد نجوم الفيلم خلال العرض الأول له، وسيسيرون على السجادة الحمراء في افتتاح المهرجان الذي سيقام في الحي الثقافي كاتارا في الدوحة، بين 25 و29 من أكتوبر المقبل. أمن جهتها، قالت المديرة التنفيذية لمؤسسة الدوحة للأفلام، أماندا بالمر «يمثل عرض فيلم الذهب الأسود، خلال افتتاح المهرجان، احتفالاً حقيقياً لمشروع تمت تنميته في بيئة محلية، ونأمل أن يحظى باهتمام ومتابعة كبيرين على المستوى العالمي». أوأضافت أن «الفيلم يؤكد مساعي مؤسسة الدوحة للأفلام الهادفة إلى تحويل قطر إلى موقع لصناعة الأفلام ورعاية المواهب في المنطقة العربية، كما أنها خطوة مهمة من أجل العمل على تطوير صناعة السينما المحلية». أوتجري أحداث فيلم «الذهب الأسود» في شبه الجزيرة العربية خلال الثلاثينات من القرن الماضي، ويحكي قصة أميرين متحاربين عقدا هدنة تربطهما بشكل عائلي، وتنص على الاحترام المتبادل للأراضي غير المأهولة، والممتدة بين مملكتيهما في هذه المنطقة الصحراوية، لتعود الأوضاع إلى سابق عهدها بعد اكتشاف النفط في الصحراء القاحلة، وتبدأ الصراعات من إجل إحكام السيطرة على المنطقة وعلى الثروات العامرة فيها. أتم تصوير الفيلم في كل من قطر وتونس أثناء أحداث الثورة التونسية، وهو يقدم بأسلوب مناسب الصراع بين الثقافة والهوية والحداثة والتقاليد. وفي تعليق له حول هذا العمل، قال المنتج السينمائي التونسي، ومالك شركة كوينتا للإعلام طارق بن عمار «إنها حكاية عربية أصيلة، إذ يمكن للعديد من الشبان أن يكونوا قد سمعوها من آبائهم، لقد تملكتنا رغبة في تقديم جزء من تاريخنا بشكل عصري وساحر، من خلال صناعة فيلم سينمائي ضخم». سيعرض فيلم الذهب الأسود في افتتاح المهرجان، الذي يقدم أكثر من 40 فيلماً.