صفح العاهل البحريني، الملك جمد بن عيسى آل خليفة، في كلمة له مساء الأحد عمن أساء إليه كملك وللعائلة الحاكمة، معتبراً أن الإساءة هي للجميع ولا تفيد بشيء، فيما أكد أن الأحكام النهائية في جميع قضايا المدنيين ستصدر من المحاكم المدنية، في الوقت الذي افادت أنباء عن مواصلة مجموعات معارضة التظاهر،. جاءت كلمة عاهل البحرين هذه بمناسبة العشر الأواخر من رمضان، وقال فيها، "فيما يتعلق بمن اتهم بجرائم ارتكبت في الفترة الماضية، ورغم أننا لا نرغب في التدخل في سير العدالة وتطبيق القانون، إلا أننا نؤكد إن جميع قضايا المدنيين سيصدر الحكم النهائي فيها في محاكم مدنية." وأضاف قائلاً: "نود أن نؤكد إننا لا نتطلع إلى محاكمة الجميع، فهناك من اتهموا بالإساءة لشخصنا ولرجال المملكة، ونحن في هذا اليوم نصفح عنهم، آملين أن يعوا أن الإساءة لنا ولغيرنا هي إساءة للجميع ولا تفيد بشيء." وأمر الملك حمد بعودة المفصولين من الطلبة والعاملين بسبب الإحداث الأخيرة في البحرين منذ فبراير الماضي، وإلغاء المحاكم العسكرية والعفو عن الكثير من المشاركين في الإحداث. وقال إن المخرج الوحيد والأمثل للنهوض من جديد هو وحدة الكلمة وجمع الصفوف ونبذ الفرقة والخلاف، في إشارة إلى الانقسام الطائفي في بلاده. وأمر بتعويض المتضررين من إصابات وقتلى، وكذلك الذين تعرضوا إلى تعذيب وقال: "وما اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق إلا خير دليل على التزامنا الكامل لمعرفة الحقيقة، ولإعطاء كل ذي حق حقه"، مشيداً في الوقت نفسه بمرئيات الحوار الوطني "التي هي طريق نحو مزيد من الإصلاح." وعن الإحداث التي تعرضت لها البحرين في الفترة الماضية، قال: "كانت الفترة الأخيرة مؤلمة لنا جميعاً. ورغم أننا نعيش في بلد واحد، إلا أن البعض قد غفل عن حتمية التعايش بين الجميع. وبناء عليه فأنه يجب علينا ألا نحيد عن ثقتنا وإيماننا بالمستقبل الواحد المشترك. وألا نفقد ثقتنا في بعضنا البعض، كإخوة وزملاء ومواطنين مهما تنوعت أطيافنا في هذا الوطن العزيز." وأكد بأنه "لا أحد منا يريد أن يعيش وحيداً بطيفه وأن يستبعد الآخرين. إن نجاحنا هو في إخائنا المتنوع في ثقافاته والمتوحد في وطنيته وحضارته"، مضيفاً "فنحن أقوياء بإيماننا وبوحدة شعبنا، وهذه القوة لا تمنعنا من مواجهة الأخطاء إن وقعت." وقال: "فالتسامح والابتعاد عن العنف هو ما نصبو إليه وليس التشدد في العقاب بما يؤثر على وحدتنا وتلاحمنا وتعايشنا الوطني"، وهو الأمر الذي دفع مصادر سياسية إلى توقع الإفراج عن أعداد كبيرة من المعتقلين.